play icon pause icon

من قلب القبر المقدّس: نور القيامة يتجدّد ويُنير العالم

السبت ١٩ نيسان ٢٠٢٥ - 18:34

من قلب القبر المقدّس: نور القيامة يتجدّد ويُنير العالم

بعد ترقّب ملأ قلوب المسيحيين في مختلف أنحاء العالم، انبثق النور المقدّس اليوم من قبر السيّد المسيح في كنيسة القيامة بالقدس، في حدث سنوي عميق في معانيه الروحية والرمزية.

خرج بطريرك أورشليم للروم الأرثوذكس من القبر المقدّس بعد أن ركع بخشوع أمام الحجر الذي وُضع عليه جسد المسيح ورفع الصلاة المقدّسة التي تناقلتها الأجيال عبر الزمن. وعندها، انبثق النور العجيب، النور الإلهي الذي يضيء من داخل القبر، في واحدة من أعمق المعجزات الروحية وأكثرها مهابة.

هذا الحدث يُعدّ علامة متجدّدة تؤكّد للمؤمنين أن المسيح هو “نور العالم”، الذي بدد بقيامته المجيدة ظلمة الموت والخطيئة.

وأكد الأب بشارة ورور، كاهن رعية البشارة في الناصرة، لصوت لبنان أن هذا النور هو علامة حسّية ملموسة على حقيقة القيامة، التي تُعدّ حجر الزاوية في الإيمان المسيحي. وقال:”تتجه أنظار الكنيسة الأرثوذكسية إلى أورشليم، إلى كنيسة القيامة، حيث يحدث أمر مدهش، سرّي، ومعزٍّ: يخرج النور المقدّس من القبر الفارغ، من حيث وُضع جسد الرب يسوع، ومن حيث أشرق فجر القيامة.”وأضاف:”هذا النور ليس مجرّد ظاهرة، ولا حدثًا خارقًا نحتفل به فقط من باب التقليد، بل هو تجليل لنور المسيح القائم من بين الأموات، ذاك الذي قال: “أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة” (يوحنا 8: 12).”

وتابع: “حين نشعل شموعنا من هذا النور، لسنا فقط ننقل شعلة مادية، بل نحمل رسالة رجاء، ونعلن إيماننا بأن الظلمة لا يمكن أن تطفئ نور المسيح.” وفي ظلّ عالم يمتلئ بالحروب، بالألم، بالخوف، يُشرق النور المقدّس ليذكّرنا أن القيامة أقوى من الموت، وأن النور أقوى من الظلمة، وأن المسيح غالب إلى الأبد. وختم الأب ورور كلمته بالقول:”فلنستقبل هذا النور في قلوبنا، لا فقط في شموعنا. ولنكن نحن بدورنا أنوارًا في هذا العالم، شهودًا للقيامة، وسفراء للسلام والرجاء.”

وكما جرت العادة، تصل الشعلة المباركة مساء اليوم إلى بيروت، حيث سيتم نقلها من الأردن وسط استقبال رسمي وروحي في صالة الشرف في مطار بيروت الدولي، قبل أن تُوزّع على مختلف الرعايا لنَيل البركة.

ويُعد النور المقدّس من أقدم التقاليد الكنسية الحيّة، ما يعزّز لدى المؤمنين شعورًا عميقًا بالاستمرارية الروحية والانتماء إلى الكنيسة الواحدة الجامعة.

هو حدث لا يتكرّر سوى مرة واحدة في السنة، وفي موضع واحد في العالم: القبر المقدّس في كنيسة القيامة. ويُنظر إليه كدليل إلهي يتجدّد على صدق القيامة وفرح الحياة الجديدة التي حملها المسيح بقيامته.

`