play icon pause icon

شكا احدى البلدات التي شهدت على مجزرة من ابشع ما ارتكب بحق اللبنانيين

الأربعاء ٩ نيسان ٢٠٢٥ - 13:31

شكا احدى البلدات التي شهدت على مجزرة من ابشع ما ارتكب بحق اللبنانيين

محطات مفصلية في تاريخ حرب لبنان شكا احدى البلدات التي شهدت على مجزرة من ابشع ما ارتكب بحق اللبنانيين. ففي الخامس من تموز من العام 1976 انتقلت قوات ضخمة من التنظيمات الفلسطينية والعشائرية والأحزاب الموالية لسوريا، قدرت بالآلاف، عبر تلال كفرحزير وسهل أنفه، ورأس نحاش، وحامات وصولاً إلى نفق شكا، فيما تولت مجموعة فلسطينية أخرى عمليات الإنزال على شاطئ الهري. وهكذا، بأقل من ساعتين أصبحت شكا مطوّقة من الجهات الأربعة، واستفاق أهلها على آلاف القذائف وعلى وقع الاجتياح المجرم، بينما كان يتولّى الدفاع عنها عشرات فقط من المقاومين اللبنانيين من الكتائب واحزاب الجبهة اللبنانية.

قُرعت أجراس الكنائس في بشري وقرى قضاء البترون. أبناء شكا يذبحون على أيدي دواعش ذاك الزمان.
حوالي الساعة الثانية ظهراً وصل الشيخ أمين الجميل إلى النفق يرافقه القاضي أسعد جرمانوس ورئيس إقليم جبيل الكتائبي غيث خوري، فتحدث مع العقيد فيكتور خوري وداني شمعون المتواجدين داخل النفق، وكانت غزارة القصف تمنع المقاتلين من الخروج منه. لحظة واندفع خارجاً على رأس المقاتلين ووجهتهم شكا.

في هذا الوقت وصل الشيخ بيار الجميل إلى البترون وإلتقى في غرفة العمليات العسكرية الآباتي شربل قسيس والدكتور جورج سعاده والشيخ بطرس حرب، وعدداً من القيادات العسكرية وتفقد بلدة حامات برفقة الدكتور جورج سعاده والشيخ بطرس حرب، ووصلوا إلى دير سيدة النورية رغم خطورة الوضع وراقبوا بالمنظار بلدة شكا المنتظرة تحريرها.

تحت غطاء كثيف من القصف المدفعي بدأ مقاتلو تنظيمات الجبهة اللبنانية الذين يعصبون رؤوسهم بشرائط زرقاء تقدمهم خارج النفق ببطء شديد، وحوالي الساعة الثالثة بعد الظهر وصلت المجموعات الكتائبية إلى المفرق المؤدي إلى بلدات القويطع داخل بلدة الهري، وأكملت إلى شركة الترابة.

تابع الشيخ أمين الجميل قيادة الهجوم بنفسه، ونحو الساعة الرابعة وصلت القوات اللبنانية الموحدة إلى أمام منزل الراهب اللبناني الأب أنطوان كرم على مدخل بلدة شكا الجنوبي، وبسبب كثافة القصف الذي يتعرضون له من بلدة كفرحزير لم يتمكن الشيخ أمين الجميل ومرافقيه من إكمال طريقهم إلى دير الرهبان بالآليات فتابعوا الطريق ركضاً تحت وابل من القصف العنيف.
قرابة الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر الثلاثاء 6 تموز 1976 بدأت القوات القادمة من مدينة البترون بالدخول إلى باحات دير الرهبان، وكان الشيخ أمين الجميل أول الداخلين إلى ساحة الدير عبر الفجوة الصغيرة التي فتحت في سور المدرسة لجهة الجنوب .
على جبهة قرى وبلدات قضاء الكورة، فبحسب الخطة التي وضعت في إجتماع عين عكرين إنطلقت حوالي الساعة الرابعة من فجر الثلاثاء 6 تموز 1976 ثلاث مجموعات لتحريرها من ثلاث محاور:

– المحور الأول من بلدة عين عكرين – خان بزيزا باتجاه دير مار جرجس الكفر – ثانوية اميون الرسمية، واستلمته قوات العائلات البشراوية.

– المحور الثاني من بلدة كفرعقا باتجاه سرايا اميون وكفرحزير، واستلمته القوات الكتائبية بقيادة سمير جعجع.
– المحور الثالث من بلدة بصرما باتجاه بلدات: عابا – بطرام – أميون، واستلمته قوات العائلات الزغرتاوية.

حوالي الساعة السادسة صباحاً سقط القلع على مدخل بلدة اميون ناحية الشرق في يد القوات البشراوية وتقدمت باتجاه دير مار جرجس الذي سقط قرابة الساعة العاشرة قبل الظهر، وتابعت تقدمها نحو الثانوية الرسمية حيث مركز قيادة القوات الفلسطينية التي سقطت أيضاً حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر، ثم تابعت تحرير مجمل القسم الجنوبي الشرقي لبلدة أميون.
في نفس الوقت تقدمت القوات الكتائبية في القسم الشمالي من أميون، وقرابة الظهر سيطرة على سرايا أميون وبدأت تمشيط الأحياء المجاورة، وقبل المغيب إلتقت بالقوات البشراوية.
بالتقاء القوات البشراوية والكتائبية بدأ الإندفاع المشترك ناحية القسم الغربي المتبقي من أميون، الذي تمت السيطرة النهائية عليه قبل حلول الظلام.
عند الظهر عقد نائب البترون الدكتور جورج سعاده مؤتمراً صحافياً في مقر قيادة القوات اللبنانية الموحدة في شكا المحررة حضره عدد من المراسلين الأجانب، شرح خلاله تفصيلياً ما حصل في شكا منذ بداية الأحداث اللبنانية وصولاً إلى يوم 5 تموز المشؤوم، شارحاً هول المأساة الفاجعة التي تعرضت لها شكا وحامات وحجم الخسائر التي تكبدتها البلدتان.
وفي الحديث عن شكا لا بد من التوقف عند البطولة والاستبسال لشباب اقليم البترون لا سيما بلدة كفرعبيدا بقيادة ادمون صهيون الذي سطر بطولات سينصفها التاريخ يوما ما اضافة الى الجراة والبطولة للمناضلة جوسلين خويري والنظاميات الذين استلموا منطقة الدون كارلوس والحقوا بالمهاجميت اشد الخسائر.
7 تموز سيبقى يوما للبطولة وستبقى شكا بوابة الشمال ولبنان الحر.

`