
المصدر: MTV
“الحزب” بانتظار إيران.. أو قرار باسقاط العهد؟
توّج الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مساء أمس مواقف قيادات الحزب التي توالت في الأيام الماضية والتي رفضت أي تسليم للسلاح، قائلاً: “شيلوها من قاموسكن، لن نسمح لاحد ان ينزع سلاحنا”، معتبرا ان انسحاب إسرائيل واعادة الاعمار يجب ان يسبقا اي نقاش في “الاستراتيجية الدفاعية”، فشكلت كلمته ملخصا لكل ما اعلنه مسؤولو الحزب تباعا.
فصباح أمس، قال مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “الحزب” وفيق صفا أن كلمة “نزع السلاح” لا نراها إلا من قبل المحرضين على وسائل التواصل الإجتماعي، معتبرا في افضل الاحوال يتم الحديث عن “تسليم السلاح” لكن ما يجدر تصويبه هو ان البحث يحصل حول الاستراتيجية الدفاعية التي وردت في خطاب القسم، وليس في مسألة “إفقاد لبنان مكامن قوته”، مضيفا “اسياد “الغشماء” لم يتمكنوا من نزع السلاح، فمَن سينزع هذا السلاح؟”.
قبله بساعات، تناول عضو الوفاء المقاومة النائب حسن فضل الله ما يثار حول الحوار، فاعتبر أن “ثمة مجموعة من الأولويات اليوم على رأسها ما يتعلق بملف المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ووقف الاعتداءات وتحرير الأرض وتحرير الأسرى وإعادة الإعمار، وعندما تنجز هذه الملفات وعندما تقوم الدولة بمسؤولياتها كاملة في هذه الملفات، وعندما لا يعود دم شعبنا مستباحاً ولا أرضنا محتلة ولا بيوتنا مهدمة نأتي لمناقشة القضايا الأخرى بما فيها الاستراتيجية الدفاعية، ونحن منفتحون على مثل هذا الحوار وكنا سبّاقين إليه وقدّمنا وجهة نظرنا على طاولات الحوار التي عقدت، في حين أن الحوار لا يكون إلا مع الذين يؤمنون بأن إسرائيل عدو وبأن سيادة لبنان متقدمة على أي شروط خارجية كانت أميركية أو إسرائيلية أو غير ذلك”. وأردف فضل الله: “نحن لا ندعو إلى حوار مع الذين يضللون الرأي العام ويثيرون الانقسامات ويهاجمون المقاومة، فنحن نتحاور مع الذين يؤمنون بهذه القواعد والمبادئ للوصول إلى استراتيجية دفاعية تحمي سيادة لبنان، وفي هذا الجانب أقول لكم أن قيادة هذه المقاومة لا تفرط بنقطة دم من دماء شهدائنا ولا بعنصر قوة من عناصر قوتنا، وأن علينا في لبنان أن نستفيد من كل عناصر القوة التي نمتلكها ولا يجوز لأحد أن يسعى إلى التفريط بعناصر القوة في الوقت الذي توجد دماء على أرض الجنوب، وتوجد استهدافات إسرائيلية، فهل يعقل أن يأتي أحد ويقول لنا تعالوا لنرى كيف نسلب مقدرات البلد؟”.
هناك إذا رفض لفكرة حصر السلاح بيد الدولة التي يرفع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون لواءها، يُبديه حزب الله، حتى انه لا يميّز بين “النزع” و”التسليم” كما بدا واضحا في كلام صفا.
وتقول مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية” إنّ هذا الرفض، تارة يظهر بالمباشر كما في مواقف صفا وقبله في موقف عضو المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي، وطورا في صورة غير مباشرة، حيث يضع الحزب شروطا كثيرة قبل الموافقة على البحث في استراتيجية دفاعية (لا في تسليم السلاح) شروطا قد تستغرق سنوات لتتحقق، ومنها إعادة الإعمار، بينما رئيسُ الجمهورية أمل في آخر مواقفه، في انهاء عملية حصر السلاح بيد الشرعية في العام 2025.
كل هذه المؤشرات لا تبشر بالخير، تتابع المصادر، ويُطلقها الحزب إما لأسباب “شعبوية” لطمأنة بيئته و”تعويدها” تدريجيا على فكرة ان السلاح لن يعود موجوداً بعد الانسحاب الاسرائيلي مثلا، أو في انتظار الموقف الايراني الواضح والحاسم من هذا السلاح، والذي سيتبلور في مفاوضات طهران مع واشنطن التي تُعقد ثاني جولاتها اليوم السبت، أو الحزب عقد العزم على إسقاط وقف اطلاق النار، والانقلاب على عهد الرئيس عون، تختم المصادر.