خاص
play icon
play icon pause icon
الأب موريس خوري
الجمعة ١٨ نيسان ٢٠٢٥ - 13:21

المصدر: صوت لبنان

الأب موريس خوري لصوت لبنان: أحب الله العالم فكانت الجمعة العظيمة

بمناسبة الجمعة العظيمة، شرح الأب موريس خوري في خلال حديث عبر صوت لبنان أهمية هذا اليوم العظيم في الكنيسة.
وقال في هذا الاطار، كانت “الجمعة العظيمة” لأن الله أحب العالم وبسبب حبه للعالم بذل ابنه الوحيد، والجمعة العظيمة هي اعادة الإنسان الى الله ونحن لا نستحق هذه التضحية وعلينا أن نكون في مثل هذا اليوم حزانى بسبب خطايانا ولأن هناك إلهًا يضحي من أجلنا ونحن لا نستحق ذلك .
وشبّه الأب خوري الصليب بسفينة نوح فهي تحمل الأثقال ولا تغرق، وبالنسبة لكل مؤمن اليوم سفينة نوح هي “الكنيسة” وفي الماضي كانت الكنيسة تبنى على شكل سفينة، أما الصليب فهو السفينة الجديدة ومن يريد أن يؤمن عليه أن يتعلق بالصليب، من بقي خارج سفينة نوح غرق ومن يبقى خارج الكنيسة يغرق ومن يتعلق بالصليب والكنيسة يخلص.
أسماء الجمعة العظيمة
وقال: “تعددت أسماء الجمعة العظيمة، فيقال أيضا الجمعة الحزينة والصلبوت ومعناها “جمعة الصلب” وهي ليست جمعة حزينة بالنسبة للرب بل بالنسبة لنا فهي بالنسبة للرب تعني “خلاصنا” ويمكن أن نسميها “جمعة الخلاص” لأن الخلاص تم وقت الصلب “.
أضاف: “والرب يسوع قال لبنات أوشليم لا تبكين عليّ بل على أنفسكن وخطيئتكن وبالتالي في الجمعة الحزينة نحن نبكي على خطيئتنا وليس على الرب لأنه “حيّ” لا يموت وضحى من أجلنا وعلينا أن نبكي عل ما فعلناه من خطايا وأوصل الرب إلى الفداء”.
وأضاف الأب مويس خوري هي “جمعة عظيمة ” لأنه ما من عمل أعظم من الذي جرى في هذا اليوم .
تزامن عيدي الفصح الشرقي والغربي
في هذا الإطار، أوضح أن الكنيسة الكاثوليكية وافقت على توحيد العيد، وطلب البابا فرنسيس من الكنيسة الأرثوذكسية اختيار التوقيت الذي يناسبها في شهر نيسان كي تلاقيها الكنيسة الكاثوليكية وتكون معها في الاحتفال بالفصح في نفس اليوم وسمح البابا بتوقيت واحد للعيد ولكن الكنيسة الأرثوذكسية متعددة وبعض قادتها وافقوا على اقتراح البابا فرنسيس توحيد العيد واختاروا منتصف نيسان أي بين 15 و20 نيسان ولكن اعترضت إحدى الكنائس الأرثوذكسية بسبب اتباع التقويم اليهودي لأنه الأقرب إلى الواقع ولكن دائماً يقع العيد في نيسان وقد وافق البابا فرنسيس على جعل العيد في الأسبوع الثاني من نيسان ولكن بعض الكنائس الارثوذكسية لم تتخذ قرارها بعد وقد يحدث ذلك في وقت قريب .
وقال: “بعد قيامة المسيح أصبح الأحد هو اليوم المقدس وليس السبت كما هي الحال عند اليهود وكلمة فصح تعني “العبور” ونحن عبرنا من الإنسان القديم إلى الإنسان الجديد، وبالتالي أصبح لدينا التوقيت الجديد والحرية في اختيار التوقيت حسب الليتورجيا ،ولكن ما جرى وفي وقت الصلب من ظلام وزلزلة و”انشق حجاب الهيكل” مرتبط بحدث صلب المسيح وهذا يعني أن كل شيء أصبح جديداً ولم يعد هناك شيء قديم انشق الحجاب أي لم يعد هناك حاجز بين الإنسان والله .
أهمية الجمعة العظيمة
وشرح الأب خوري أهمية الجمعة العظيمة، فقال: “الجمعة العظيمة تعبّر عن محبة الله لنا وفي هذا اليوم تتم رتبة “سجدة الصليب” وهي أروع ما في الليتورجيا وتقتصر على يوم الجمعة العظيمة وفيه نشهد سجودًا كاملاً وكل الوقت أمام الصليب وعلينا أن نستفيد من هذا اليوم وأطلب أن نشارك في هذه الرتبة بخشوع واحترام ولباس محتشم لكي لا يكون الإنسان حجر عثرة في درب غيره .
ثم تناول موضوع الفردوس فأوضح أنه بحسب الكتاب المقدس بعهديه هو مكان ملموس جداً وقد تكلم عنه الرب يسوع فقال للص اليمين “اليوم ستكون معي في الفردوس” وهذا يؤكد وجوده وبالتالي الحياة الثانية موجودة وملموسة والجنة موجودة والرب يسوع استشهد ـ “آدم وحواء” و نوح” وتحدث عن “يونان” من العهد القديم وعندما نتكلم عن نسب يسوع نتحدث عن العهد القديم وآدم وحواء …
وتابع القديس بولس يقول: “رأيت ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يفكر فيه عقل وهذا ما أعدّه الله لنا “ولا يوجد دليل على عدم وجود الجنة ولكن على العكس يوجد دليل على وجودها في كلام الرب يسوع والقديس بولس، اذًا يوجد جنة ويوجد نار لأن العدالة موجودة عند الله، والرب يسوع قال للقديسة فوستينا عند ظهوره لها “قولي للناس أن لديهم طريقين، فإما أن يدخلوا من باب محبتي أو من باب عدلي” والدخول من باب العدل هو الأصعب لأننا جميعنا خطأة .
مراحل درب الصليب
وأوضح أن مراحل درب الصليب تجسد الخطوات التي قام بها الرب يسوع من المحاكمة وحتى الصليب في الجلجلة وهذه الليتورجيا وضعتها الكنيسة لكي نعرف أن الرب يسوع مرّ بهذه الآلام وصادف في طريقه من أهانوه كما صادف مثل سمعان القيرواني والقديسة فيرونيكا التي مسحت وجهه بوشاحها وقد انطبعت صورة الرب على الوشاح، وتحدث الأب خوري أيضًا عن صورة الكفن والتي تعتبر الأقرب إلى صورة المسيح الحقيقية وهي الأقرب الى الصورة التي انطبعت على وشاح القديسة فيرونيكا وهو وجه قريب منّا، وتجدر الإشارة الى ان المكان حيث طُبع وجه الرب يسوع على وشاح القديسة فيرونيكا شيدت كنيسة، كذلك توجد كنائس على اسم القديس سمعان القيرواني في عدة أماكن في العالم، أما الضابط الروماني لونجينوس الذي طعن يسوع بالحربة فأصبح مسيحياً فيما بعد، كذلك الجنود الذين كانوا معه وشهدوا على القيامة وجرت محاولة رشوتهم بالمال فأصبحوا هم أيضاً مسيحيين وبسبب ذلك تم التنكيل بهم لكي لا يبشروا بالقيامة كما أعدم الضابط لونجينوس الذي بشّرأيضاً بالمسيح وأصبح قديساً وعيده في 16 تشرين، وبالتالي الاعتراف بقيامة المسيح بدأ مع الجنود الذين قاموا بصلبه .
توقيت الصلب في الجمعة العظيمة
وقال: “تشير الدراسات إلى أن توقيت ساعة صلب المسيح هو في آخر الساعة الثالثة وحتى الساعة السادسة وهو توقيت تعتمده معظم الكنائس لأنه الأصح ولكن على الصعيد الشخصي أفضل الساعة الخامسة لأنها تجسّد ذروة الحدث … ويبقى طبعاً توقيت قلبنا “.
وعن زيارة السبع كنائس، أوضح الأب خوري أنها تمثل المراحل السبع التي مر بها الرب يسوع من المحاكمة الى بيلاطس ثم قيافا …. وكانت تترافق هذه الرتبة مع البكاء والوقوف عند كل مرحلة مع ترانيم خاصة في مرحلة بستان الزيتون وهذه الرتبة يجب أن تقام بخشوع لأننا نقوم بما كان يفعله الرسل وهم يبكون .
وتابع: “أهم ما يفعله الإنسان في هذا اليوم هو الاعتراف أي سر التوبة وفي كرسي الاعتراف يعترف المؤمن بخطاياه ويمنحه الكاهن “الحلة” والتي هي فعل شكر لله من الانسان الخاطئ .”
قيامة أليعازر
وأوضح أن أليعازر أصبح مهدداً بعد قيامته من بين الأموات من قبل اليهود لأنه يشهد للرب يسوع وقد سافر إلى قبرص واليونان وهناك نجد اليوم كنائس على اسمه وقد تحدث اليعازر عن أهمية التوبة قبل الموت وقد أكمل ما بقي من حياته على الأرض وهو يدعو الى التوبة .
أماكن الصلب
وقال إن أماكن الصلب لا تزال موجودة حتى الآن ولكن دمّرت بعض الكنائس بسبب الفتوحات وقبلها على يد الرومان الذين دمروا الكثير من الآثار المسيحية خاصة في زمن نيرون وكذلك دمّر الفرس الكثير منها لاسيما كنيسة القيامة التي دمّروها ولكن عندما وصلوا إلى كنيسة المهد طلب منهم أن يتوقفوا لأنه رأى المجوس فقال للجنود “هذا المعبد زاره أجدادنا” وهي الكنيسة الوحيدة التي لم تمس عبر العصور وهي كنيسة ميلاد الرب يسوع .
العذراء مريم
وعن مريم في يوم الصلب، قال الأب خوري: “عيد المرأة على الكرة الأرضية كلها يجب أن يكون يوم الجمعة العظيمة لأنه اليوم الذي تجرأ فية القديس يوحنا على الصعود الى الجلجلة لرؤية يسوع والنساء اللواتي رافقن المريمات تعرضن للتحرش والإهانة واليوم أيضا المرأة التي تذهب لزيارة ابنها في السجن تتعرض للإهانات وأيضا العذراء مريم تعرضت للإهانة وهي تسير باتجاه الجلجلة لرؤية ابنها على الصليب، وبالتالي يوم الجمعة العظيمة يمكن أن يكون يوم المرأة العالمي ووصول العذراء الى الجلجلة مع النساء اللواتي رافقنها هو بطولة نسائية يجب أن تسجل وهو يوم عالمي للمرأة وعلينا أن نتأمل بعمق في أحداث هذا اليوم وفي بطولة هؤلاء النساء، وهنا أكد الأب خوري أن يسوع هو الابن الوحيد لمريم العذراء ولذلك أوصى يوحنا بها ولو كان لها ابناء آخرون كانت ستذهب إليهم بدل البقاء مع يوحنا .
أضاف: “وبعد موت وقيامة الرب يسوع عاشت العذراء مريم في انطاكيا حيث كانت البشارة منطلقة وقد اهتمت المريميات بأبناء الشهداء وبغسل ملابس الرسل”، بعد ذلك عادت العذراء الى أورشليم وبقيت هناك حتى انتقالها الى السماء بالنفس والجسد وقد واكبت العذراء تلاميذ يسوع وكانت معهم في العلية عند حلول الروح القدس وقد كتب لوقا الانجيل بحسب ما اخبرت العذراء عن يسوع ولذلك كان يسمى انجيل لوقا بالانجيل المريمي ولوقا هو من رسم أول أيقونة للعذراء مريم وهي تحمل الرب يسوع.
وأوضح الأب خوري أن الشعانين هي مدخل أسبوع الآلام وثورة المحبة وقد دخل المسيح إلى أورشليم بتواضع أغصان الزيتون التي حملت في ذلك اليوم ترمز للسلام وزيت الزيتون كان يمسح فيه الملوك والثياب التي خلعت ترمز الى خلع الانسان العتيق، أما شجر النخيل فكان يُستقبل فيه الملوك المنتصرون وأتوا به من خارج أورشليم وهذا يدل على أن الرب هو لجميع الناس “.
وختم الأب خوري حديثه مفسرًا سبب اختيار الرب يسوع للصليب، فقال: “الرب يسوع اختار الصليب لأنه من أكثر طرق الإعدام إيلامًا لأن شكله يرمز الى مصالحة السماء مع الأرض أفقياً وعامودياً، وللصليب وجهان الوجه الأول قساوة الإنسان والوجه الثاني محبة الله”.