خاص
play icon
play icon pause icon
الخوري الدكتور طوني بو عساف
الجمعة ١٨ نيسان ٢٠٢٥ - 14:49

المصدر: صوت لبنان

الأب الدكتور طوني بو عساف لصوت لبنان: الصليب تحوّل يوم الجمعة العظيمة الى خشبة انتصار

أكد الخوري الدكتور طوني بو عساف في حديث عبر صوت لبنان بمناسبة الجمعة العظيمة لدى الطوائف المسيحية، إن الصليب في هذا اليوم المقدس تحوّل الى خشبة انتصار وليس خشبة عار، متحدّثًا عن معاني الصلب، المرض والرجاء، مشددًا على ان ما بعد الصلب هناك قيامة.
وقال:”المؤمنون يقولون في هذا اليوم المجد لله، لأن المجد لا يليق إلا لرب المجد يسوع المسيح، والمجد دائما يكون لله وليس للإنسان”.
وأضاف:”في يوم الجمعة العظيمة السيد المسيح بموته وبجرحه شفى البشر، وبألمه انتصر على الألم، والمؤمنون رأوا المجد الإلهي في أبهى صوره، وتحول الصليب في هذا اليوم إلى خشبة انتصار بدلاً من خشبة عار”.
كما أشار الى أن السيد المسيح بوجهه البشري قد خشي الموت،إذ قال:”يا رب، أبعد عني هذا الكأس”،موضحًا ان الإنسان بطبيعته البشرية يحب الحياة، ولكنه أيضًا يخشى الألم والمرض الذي يسبب المعاناة النفسية والبشرية.
وتابع”: المرض مرحلة يعيشها الإنسان كعبء، ولكن المؤمن يحولها الى صليب، متقاسمًا ألمه مع السيد المسيح الذي تحمل الالآم عوضًا عن البشر”.
وأردف قائلا:” عندما نصلي مع المريض صلاة مسحة المرضى، نطلب من الله أن يمنحه النعمة لتحمل الألم، ليشرك ألمه مع ألم يسوع المسيح”، لافتا الى أن هناك لحظات يعيشها المريض بمفرده، يتجاوزها بقوة لا يمكن تفسيرها بشريًا.
كما أوضح الفارق بين المؤمن وغير المؤمن في التعامل مع المرض، ففي حين يلجأ غير المؤمن لإنهاء حياته في حالة اليأس، يقول المؤمن:”أعطيني يا رب القدرة لتحمل الألم”، ويستمر حتى آخر نفس، مؤكدًا أن الصلاة تمنح المريض الفرح والسلام .
وشدد الخوري بو عساف على أهمية صلاة الجماعة، لافتا الى أنها تزرع النعمة في حياة المريض لتجاوز الألم،مستشهدًا بتجارب الكنيسة التي شهدت شفاء العديد من المرضى، وجازمًا أن يسوع المسيح هو الطبيب الشافي.

أما عن الأشخاص الذين يلومون الله عند تعرضهم للمصائب، فقال إن ذلك ليس كفرًا بل حالة انسانية تعبر عن ضعف الأنسان، ومضيفًا:”هذه التجربة تفتح الباب لإكتشاف قدرة الله ورحمته”، مشيرًا الى ان الله يسمح بالضعف لإختبار الحقيقة.
وتحدّث الخوري بو عساف عن اكتشاف الإنسان هشاشته أمام المرض، وسعيه الى نافذة نور وأمل لمواصلة الحياة، عبر اتباع الحلول الطبية أولاً، وعندما تعجز هذه الحلول عن الشفاء، يلجأ الى كلمة الله وتناول جسد الرب، الى جانب صلاة الجماعة ومرافقة الكنيسة،مؤكدًا أن هذه المرافقة تخلق شعورًا بعدم الوحدة، سواء على الصعيد الروحي أو الجماعي.
كذلك أوضح كيفية تحويل السيد المسيح خشبة الصليب من رمز للعار في ذاك الزمان حيث كان الصلب يعتمد كعقاب للصوص الى رمز للخلاص، مفسرًا دور الجماعة المسيحية في عيش الرجاء والعمل الاجتماعي، مؤكدًا ان الكنيسة تبقى قائمة على قيامة السيد المسيح وصعوده والعنصرة التي تمثل زمن الروح المعزّي والمقوي.