المصدر: صوت لبنان
من اين نبدأ؟
أي مشهد نقدم إلى اللبناني ازاء ما يرى امامه من سلطة عاجزة فاشلة تتخبط كل يوم على وقع اي قضية او مطلب او حاجة.
فمن اين نبدأ؟
من الصحة وهو السجل اليومي في ارتفاع معدلات الوفيات جراء الوباء ومن اعداد المصابين او من تأخر وصول اللقاح فان لم يكن الاثنين فالخميس بينما يرى دولاً من حول لبنان بلغت نسبة عالية بالتلقيح كالاردن مثلا ولا حاجة للحديث عن العدو الاسرائيلي الذي حل في المرتبة الأولى في العالم في حملة التلقيح لشعبه.
أو من اجراءات الاقفال التي لم تواكب بخطة لشبكة أمان للفئات الفقيرة والأكثر فقراً وللعاطلين عن العمل فخرج الناس إلى الشوارع والساحات لكسر قرار الاقفال والمطالبة بلقمة العيش وثمن الدواء بما ينذر بالمزيد من اعمال العنف واستغلال الحركة المطلبية في اتجاهات سياسية او ارهابية كما حدث في طرابلس بما يحول الامن الهش إلى حالة من الفوضى والتسيب والعصيان.
أو من المشهد السياسي والصراع حول تشكيل الحكومة والسجال بين شريكي التأليف ولم تنفع لتاريخه كل المحاولات التي يبذلها الوسطاء وعلى رأسهم غبطة البطريرك الماروني الذي لم يستطع حتى المونة على الرئيسين ليجتمعا بالرغم من حدة مواقفه وخطابه الذي يدعوهما إلى محكمة التاريخ والضمير.
أو من الوضع الاقتصادي المتردي الذي اوصل المؤسسات الفردية والشركات إلى الافلاس وصرف العاملين فيها وخلو المحلات من شاغليها فلا يرى الا محلات مقفلة لم تبلغ هذه الدرجة حتى ابان الحرب الاهلية.
أو من الوضع المصرفي فيرى ان سويسرا دخلت على خط التحقيقات لمعرفة اسباب بعض التحاويل النقدية وان اصابع الاتهام موجهة ضمن حملة ممنهجة على المؤتمن على الثقة بعملته الوطنية وبالقطاع المصرفي.
أو من الفشل في اجراء التحقيق الجنائي الذي يستخدم لا للوصول إلى معرفة اسباب الانهيار بل لتحميله الى بعض من هم في المسؤولية لاحلال اخرين مكانهم لوضع اليد على الملف المالي والنقدي.
أو ببعض المطالبات لعقد المؤتمر التأسيسي لانتاج نظام سياسي جديد يعتقد البعض انه يحسن من شروط مشاركته في تركيبة السلطة وقد فاتهم أن اي مس بالدستور لا ينتج إلا تراجعا في الحصص وهيمنة أكبر على من بيده السلطة الفعلية والسلاح.
ناهيك عن بعض الطلات التلفزيونية لأناس يعيدون ازمة لبنان إلى ايام حكم معاوية والعباسيين والمماليك وبعضهم الآخر إلى ايام يزيد فيحار المرء فعلاً في توصيف الحالة السياسية الراهنة هل هي من قبيل الصراع السياسي الذي يجب ان يعالج ضمن اطار الدستور والقانون او انها حالة مرضية تستوجب علاجات نفسية طبية في مراكز اعادة التأهيل النفسي.
نماذج تتراءى امام ناظري اللبنانيين لكنها لن تدعونا إلى الاحباط لاننا اصحاب ايمان بلبنان ورسالته وان ما نعانيه لا علاقة له بالنصوص او بالميثاق بل لأننا في ظل حكم مبتدئين في السياسة الذين يهمهم مصالحهم الشخصية وقد وصلوا صدفة إلى مراكز الحكم.
الحكومة فورا على ما طالبَ رؤساء الطوائف لان لبنان ليس بازمة سياسية فقط انه في صلب ازمة اخلاقية كبرى.
لبنان اقوى واللبنانيون بغالبيتهم كشفوهم فلا خوف.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها