المصدر: صوت لبنان
الخلاص بأيدينا
كأنه لا يكفينا التوتر القائم في البر حتى ينتقل بأبعاده إلى البحر.
من السابق لأوانه تقييم الخطوة في إستقدام المحروقات من إيران وإنعكاسها على علاقة لبنان بالمجتمع الذي يفرض عقوبات على المورد والمستورد.
مراهنات الداخل على بعض الخارج تزيد في تعقيد الوضع اللبناني.
فعدم تشكيل الحكومة أو التأخير فيه يرتبط بذهن البعض بما يدور من مفاوضات تجري وهي ربما لا تجري إذ لا يُعقَل برأيهم نسبة الفشـل في تشكيل الحكومة فقط إلى الخلاف على وزير أو أكثر.
ومشهد كابول غير الإنساني على مطارها حتى قبل التفجير الأخير يثبت أن الإرتباط بالخارج تفرضه أجندة الخارج بغير حساب لأهل الداخل الذين يصدقون أن هذا الخارج ضنين بمصالحهم وسلامة مواطنيه.
هل بعض اللبنانيين الذين خبروا الإرتباطات والمراهنات على الخارج طيلة العقود الأربعة الماضية وأكثر الإتعاظ بالعودة إلى الداخل لبحث المشاكل التي تفرق بينهم والسعي للوصول إلى تسويات تؤدي إلى مخارج من الأزمة الراهنة، أم أن الإستمرار في الإعتماد والإنتظار للحلول الخارجية هو الذي سيبقى القاعدة في اللعبة السياسية دون النظر إلى التداعيات المكلفة لهذا الإنتظار.
الوضع اللبناني لا يستطيع الإنتظار واللبنانيون في عز معاناتهم اليومية ولا حل لهم إلا بإجتراح التسوية في الداخل لأن التجربة التاريخية اثبتت ان لا أحد يستطيع كسر الفريق الآخر أو أن يفرض عليه رأيه حتى ولو إستعملت القوة لأن القوة لدى فريق تستجلب قوة لدى الفريق الآخر والبلد مفتوح على جميع الإحتمالات.
هواجس الطوائف عند لعبة الأمم تستوجب الإنصات لها لأن الكل مأزوم حتى من بيده، برأيه، الحل والربط.
لبنان يحتاج إلى تخفيف التوتر وليس إلى زيادته وتغذيته علنا ننقذ ما يمكن إنقاذه قبل زوال البلد تحت وطأة الأنانيات والمصالح الخاصة. لمن لم ينتبه للآن بعد، البلد بالفعل معرّض للزوال كياناً ودولة وتغيير هوية وقلب النظام. ألم يحذِّر البابا من ذلك والفرنسيون وقسم من اللبنانيين الذين يعتبرون بلدهم تحت الإحتلال وقسمهم الآخر يعتقد أن بإمكانه تغيير النظام والصيغة.
المحاولة تستحق التضحية.
الخلاص بأيدينا.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها