play icon pause icon

عباس الحلبي

الأثنين ١٧ أيار ٢٠٢١ - 11:33

المصدر: صوت لبنان

هل يتعظ اللبنانيون؟

في هذه المنطقة حيث يطبق بعض المجتمع الدولي المعيارين ويزين بالمكيالين في مجال حقوق الانسان وحق الشعوب بالتعبير عن تطلعاتها القومية بأن تحوز وطن وأن تحمل هوية، جاءَت إنتفاضة الشباب المقدسي بوجه الإحتلال الذي يعمل بلا هوادة على تغيير معالم القدس بإزالة اي وجود عربي إسلامي أو مسيحي منها.
يستند المستوطنون المستقدمون من أصقاع الأرض إلى حكم محكمة تدين لهم بالهوية والانتماء قضى بطرد العائلات المقدسية من أرض الآباء والأجداد. لم يكفِ المحتل تغيير التوازن الديمغرافي ولا هدم البيوت ولا إقامة حائط الفصل العنصري بل عمد إلى محاولة ترحيل ما تبقى من ساكنين عرب من المدينة.
اما ما جرى في باحات الاقصى من مواجهات فسلاح المقدسيين كان الصلاة والحجارة وسلاح السلطة القامعة الرصاص المطاطي وقلع العيون وتشويه الوجوه وبتر الاعضاء.
هذه ربما الحلقة الأخيرة من المؤامرة الجديدة لإستكمال تهويد المدينة باستباحة مقدساتها الاسلامية والمسيحية معا” المعتبرة من التراث الديني الانساني العالمي الذي يستوجب الدفاع عنه من منظمة اليونسيكو العالمية ومن المجتمع الدولي.
وفي مواجهة بين صواريخ مصنوعة بتقنيات بدائية وآلة الارهاب المزودة باحدث التقنيات يقضي عشرات الشهداء والجرحى والمعوقين وبينهم اطفال ونساء ويحدث تدمير ممنهج في الابنية المدمَّرة على رؤوس المدنيين ولا تستحق هذه المجزرة الجديدة ادانة من الرئيس الاميركي بل دعوة منه فقط للتهدئة معتبرا ان العدو هو في موقع الدفاع عن النفس.
اما الفلسطينيون الذين يقتلعون من ارضهم فلا يستحقون استنكاراً أو شجباً أو إدانة أو سعياً جديا ً لانصافهم بعد عقود من الظلم والعدوان والاحتلال والنفاق مما جعل انتفاضة عرب الداخل أمرا طبيعيا تضامنا مع اخوانهم المقهورين.
فإي عيد هذا الذي حل والدماء تسيل والمعالم تزال والعالم صامت أمام الجريمة.
هل يتعظ اللبنانيون مما يحدث في فلسطين التي ضاعت فيحرصون على بلدهم ويتمسكون بكيانه ودولته وسلامة أراضيه حتى لا يضيع الوطن الصغير في متاهات المصالح الكبرى ويستدرج إلى مواجهات أو يقحم في الصراع الدائر تحت عنوان التضامن وهو في حالة الضعف والوهن والتفكك والتشلّع فنندم حيث لا ينفع الندم.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها