المصدر: صوت لبنان
هل مَن يسمع؟
بدأت تنجلي علامات الإرتطام لعامة اللبنانيين. فالعتمة حلَّت، والسيارات والمركبات توقفت، والأدوية إنفقدت، والمواد الغذائية ندرت، والرغيف أضحى عزيزاً.
حالات الفوضى عمَّت، فإنطفأت الإشارات الكهربائية على المفارق والطرقات بِما يزيد من حوادث الصدم وعناصر الشرطة غائبين لحل الإزدحام وإن وجدوا فلزيادته. والمحطات تحرق أعصاب اللبنانيين الذين يشعرون بِذِلّ ما بعده ذلّ. والمازوت إستحال مادة نادرة وإن وجد فبأسعار مرتفعة والسؤال من يستفيد من هذه الفروقات بين السعر الرسمي والسعر المدفوع. ألَم يكن من الأجدى تحرير الأسعار وحصر الدعم بالفئات التي تحتاجه خاصة المستشفيات والمصانع ووسائل النقل.
ماذا يعمل المسؤولون تجاه هذا الإرتطام وهم لا يعملون بما ينذر بعواقب كارثية على ما نبهنا إليه المجتمع الدولي وبعض الدول الصديقة مع العلم أن المطلوب لورود المساعدات والقروض وحتى التعاطف، هو تشكيل حكومة تستطيع أن تواجه وتدير الأزمة وتحقق الإنقاذ والمسؤولون هم صمّ عن هذه المناشدات.
فَعِوَضَ تأمين أبسط مستلزمات العيش يعدون الناس بالحقوق. وهل هناك حق يعلو على حق حفظ كرامة المواطن. هل يأكل المواطن صلاحيات وتتحقق سيادة الدولة بالمادة 64 من الدستور ويصف الحكيم لمريضه عِوَض الدواء المفقود المادة 53 من الدستور.
وهل أن حقوق المسيحيين تتحقق عندما يصبح الرغيف مستحيلاً وحليب الأطفال قطعاً نادراً. وهل أن الشراكة في التأليف تغني عن النور في المنازل والمؤسسات والمساحات العامة.
وما هي علاقتنا حتى تتوقف حياتنا بملف نووي ويربط مصيرنا بمصير ملف شائك يمكن الإتفاق عليه أو لا.
جملة تساؤلات من حق الناس أن يطرحوها وهم في التحت الذي بلغوه.
هل مَن يسمع أم أنَّ المسؤولين سيصمون الآذان كما كل مرة ويعمون عمّا يجري كما عودونا وكما أوصلونا إلى حد لم يبلغه شعب في العالم من الذل والهوان.
أعاننا الله على هؤلاء ولكن الأمل بالناس المعذبين ينتفضون لتصحيح المسار. فمتى؟
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها