المصدر: صوت لبنان
هل انتهت الثورة الإيرانية؟! دمشق وبيروت 2 من 4! المنشآت النووية الإيرانية بين التدمير الطوعي والتدمير العسكري! هل تجرؤ الولايات المتحدة على ضرب إيران؟
تركت روسيا الشرق الأوسط ل “الشريك” الأميركي! وفي “أرض العمالقة” تبدو نوايا “الصغار” مجرد أحلام تتحول سريعاً الى أوهام واهية! وذلك، في زمن دخل فيه مجلس الأمن في كوما سياسية لن يستفيق منها عما قريب!
ما يعني أن الولايات المتحدة ستقرر وحيدة “مصير” إيران، بشروط أميركية، ومن دون أي ضغوط من أي جهة كانت!
وذلك، من دون قدرات إيرانية جدية للمواجهة “وحيدة”، ومن دون أي حليف! فالفارق في موازين القوى العسكرية مع الولايات المتحدة هائل. وتوازن الرعب غير موجود بالأساس، إلا في بعض الأذهان الانتحارية!
هذا في حين أن الجميع يدرك أن الشروط الأميركية هي اسرائيلية الهوى في المنطقة.
*المنشآت النووية الإيرانية بين التصريحات والتهديدات!*
تعكس تصريحات وزراء ومسؤولي الحكومة الإيرانية ثقةً أن الولايات المتحدة لن تجرؤ على ضرب إيران عسكرياً وعن إطلاق مبادرة حرب تجاهها.
في حين تعكس تصريحات الإدارة الأميركية ومسؤولي الأمن القومي فيها أن إيران “ملزمة” بالتخلي عن طموحاتها النووية و”ملزمة” بالتفكيك الطوعي والشفاف لبرنامجها النووي، وإلا..!
تعتقد إيران أن الولايات المتحدة غير قادرة على فرض حرب عليها. ويعتقد مؤيدو النظام الإيراني وحرسها الثوري أن إيران قادرة أن تشعل الشرق الأوسط وقادرة على ضرب اسرائيل كما على ضرب دول الخليج… ولكن هذه التهديدات الإيرانية لا تبدو لا واقعية ولا جدية!
تماماً كالرد الإيراني على اغتيال قاسم سليماني أو ضرب القنصلية الإيرانية أو اغتيال حسن نصرالله واسماعيل هنية… ردود أصابت الحجر من دون البشر، إن في قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق أو في الداخل الاسرائيلي!
إن مؤشرات إرادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هي أنه لن يكون هناك أي مستقبل نووي لإيران! لا عسكري ولا حتى مدني! ولن يكون هناك اتفاق نووي ثانٍ، إلا اتفاق الاستسلام! مع التذكير أن الرئيس ترامب هو الذي كان ألغى في ولايته السابقة الاتفاق النووي السابق مع إيران!
وما يريده ترامب اليوم هو حماية اسرائيل من أي احتمال خطر نووي، بعدما كان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو اعتبر مراراً وتكراراً أن الخطر الأكبر الذي تواجهه اسرائيل في السنوات المقبلة هو الخطر النووي الإيراني!
وهذا يؤشر الى أنه سيتمّ تدمير المنشآت النووية الإيرانية قريباً، “بالمنيح أو بالقبيح”، وبالقوة العسكرية الاميركية – الاسرائيلية، إلا إذا اقتنع الحرس الثوري الإيراني أن يقوم بذلك طوعاً!
الحرب الاسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية مستمرة منذ 22 عاماً. وهي ارتدت عباءات مختلفة. منها الاستخبارية، ومنها السيبرانية، ومنها الديبلوماسية. وقد حان، بالنسبة للحكومة الاسرائيلية، زمن الضربة العسكرية، كما حصل بضرب وتدمير اسرائيل، بالغارات الجوية، للمفاعل النووي العراقي في أوسيراك في العام 1981!
*بيروت ودمشق عاصمتان من أربع!*
في هذه الأثناء، تستكمل الولايات المتحدة تدمير وقضم الثورة الإيرانية وتقطيع الأذرع الإيرانية في المنطقة، وفقدان إيران للعواصم العربية التي سيطرت عليها لسنوات طويلة!
في فترة شهرين تقريباً فقدت إيران بيروت ودمشق. وهي تتعرض لضغط كبير في صنعاء مع الاحتفاظ بسيطرة الى حد كبير على بغداد. أي أن الثورة الإيرانية تفقد مساحات كبيرة وتتراجع في الجغرافيا والسياسة والقوة العسكرية. وهو ما قد يكون مؤشراً لنهايتها!
إذ إن رفض إيران التعاون “القسري” مع الولايات المتحدة سيعرضها لاحتمال ضربة عسكرية كبيرة تؤدي الى زعزعة نظام الحرس الثوري الإيراني في داخل طهران نفسها!
*إيران في زمن “يالطا” الجديدة!*
80 سنة بالتمام بعد مؤتمر يالطا، تبدو خارطة النفوذ الدولية أكثر وضوحاً مع استعادة روسيا السيطرة وحيدة على الأراضي “السوفياتية” من دون أي “إزعاج” من حلف الناتو!
وما نفع حلف الأطلسي في زمن الشراكة الاميركية – الروسية؟ خاصةً إذا ما ذهب الرئيس الاميركي دونالد ترامب بعيداً، الى حد الخروج من حلف الأطلسي.
هذا، مع العلم أن ترامب يعترض على تمويل الولايات المتحدة للناتو بنسبة 15.8% كألمانيا، وتليهما فرنسا بنسبة 11% وايطاليا 8% واسبانيا 6%! ويطالب ترامب الاوروبيين بزيادة تمويلهم للحلف مقابل تخفيض التمويل الأميركي.
وها هي الولايات المتحدة قد “طردت” الاتحاد الأوروبي من الشرق الأوسط لتقرر وحيدة كل شؤونه، بما في ذلك إعادة رسم الخرائط في فلسطين وسوريا… وإيران!
فهل بدأت الثورة الإيرانية بالزوال؟ وهل هي قادرة على الاستمرار في ظل رفض محيطها لها من دول عربية، ومن تركيا، ومن إرادة أميركية – اسرائيلية؟ وهل تعود إيران الى دولة “شيعية” و”مدنية” في آن، لتتأقلم مع محيطها “السني” والعربي من دون تصدير “المخاطر” إليه؟!
من المتوقع أنه في العام الجاري سيشهد العالم نهاية الحرب بين روسيا وأوكرانيا وبداية الانحدار في الثورة الإيرانية! ففي حين قد تبرد الجبهة الروسية الاوكرانية قريباً، هل تسخن الأجواء الإيرانية… في الصيف المقبل؟!
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها