المصدر: صوت لبنان
نتنياهو يشترط “استسلام” حزب الله أو “تقاعده”! ويغتال ال 1701!
حربان بدلاً من حرب واحدة! وفك الارتباط بين الحرب على لبنان والحرب على غزة!
لم يعد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو يقبل بتنفيذ ال 1701 لوقف النار مع لبنان!
نتانياهو، الذي يعتمد على قدرته بالاستمرار بتدمير لبنان بعد نجاحه باغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومعظم قادة الحزب العسكريين، لن يقبل، بحسب قوله، بالسماح للحزب، لا بإعادة تنظيم سلاحه ولا بإمكانية مستقبلية بتشكيل خطر على اسرائيل!
يشترط نتانياهو إذن استسلام حزب الله، أو تقاعده على أقل تعديل!
حزب الله، الذي وافق على تنفيذ القرار 1701، بهدف إعادة تنظيم صفوفه وسلاحه، يعتقد أن الوقت يمكن أن يلعب لصالحه لاحقاً، بعد الحرب! ولكن عامل الوقت قد يصبح أيضاً ضاغطاً بالنار والدمار والتهجير، وبالتالي لصالح اسرائيل!
ويبدو أن شروط اللعبة تغيرت! فقواعد الاشتباك في الديبلوماسية غير قادرة أن تسعف لبنان.
ومن الطبيعي بالنسبة لحزب الله أن لا يوافق على شروط نتانياهو التي نقلها آموس هوكشتاين للرئيس نبيه بري! فهو لن يستسلم ولن يتقاعد! ما يؤشر أيضاً الى استمرار الحرب وغياب أي فرصة لوقف النار!
*سقوط ال 1701؟!*
“الديبلوماسية بعد النار!” (هذا ما كررته مراراً. وما أزال). مزيد من النار يفرض الديبلوماسية واتجاهاتها! ولن تؤثر الديبلوماسية على وقف النار!
ومؤشرات النار تدل أن الحرب مستمرة، وأن حزب الله لن يوافق على شروط نتانياهو وأن الحكومة اللبنانية ستتمسك، من دون نجاح، بتطبيق القرار 1701!
ولكن نتانياهو اغتال القرار 1701! فشروط نتانياهو وتعديل ال 1701 هو بمثابة إعلان وفاة ال 1701!
وقد يكون من الهام الاشارة الى أن لا أحد، ولا حتى نتانياهو، يتحدث عن تطبيق القرار 1559، وهو البند الثالث للقرار 1701 أي تسليم حزب الله لسلاحه! ولا حتى عن تنفيذ الجزء الثاني من هذا البند، أي تنفيذ القرار 1680!
ما يعني أن اسرائيل لا تمانع باحتفاظ حزب الله بسلاح كافٍ للسيطرة على الداخل اللبناني بشرط عدم تهديده لاسرائيل!
ففي حال وافق حزب الله أن يكون سلاحه خارج الخدمة ضد اسرائيل، وهو غير وارد حالياً، فإن ذلك يعني، حتى بالنسبة له، انتفاء أي وظيفة له، وأي سبب لوجوده!
قد يصعب على اسرائيل العودة الى مجلس الأمن لفرض قرار أممي جديد مقترح من الولايات المتحدة أو من فرنسا أقسى على حزب الله وعلى لبنان، في ظل احتمال فيتو روسي! ولكن في حال عدم نجاح هذا المخرج، سيحاول نتانياهو عندها فرض شروطه على لبنان مباشرة!
ما يعني مرة أخرى أن الحرب مستمرة، وهي لم تصل الى مخارجها بعد!
*ديبلوماسية تستطلع المخارج!*
في هذه الاثناء تتسارع الحركة الديبلوماسية مع مبعوثي الولايات المتحدة في أيام جو بايدن الأخيرة كرئيس للولايات المتحدة، من أنطوني بلينكن الى آموس هوكشتاين! ولكنها لن تصل الى أي شيء ملموس في زمن بايدن، ولا في الأشهر الخمسة المقبلة!
*فك الارتباط مع الحرب على غزة*
لن يوقف وقف النار على غزة الحرب على لبنان! إذ أصبح هناك حربان منفصلتان، بدلاً من حرب واحدة على غزة، مع إسناد من حزب الله!
فقد تمّ فك الارتباط بين الحرب على لبنان والحرب على غزة من جانب حزب الله، كما من الجانب الاسرائيلي.
انتهت حرب الاسناد والاشغال. وأطلق حزب الله حربه “الشاملة” على اسرائيل. كما أطلقت اسرائيل الحرب الشاملة على… حزب الله!
ولم تتمدد الحرب على حزب الله بعد الى باقي الأراضي اللبنانية، باستثناء ضربات موضعية وعمليات اغتيال في بعض المناطق!
أصبحت الحرب على لبنان شاملة فعلياً بعد الأيام العشرة السوداء على حزب الله (17 – 27 أيلول/سبتمبر).
فهي أصبحت شاملة منذ عملية البايجرز بالنسبة لنتانياهو، وبعد اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالنسبة للحزب.
وأصبح أفق الحرب بعدها على لبنان مقفلاً! فنتانياهو لن يوافق على وقف للنار، حتى ولو طلبه حزب الله! فشروط وقف النار متروكة لمزيد من النار فقط.
*حزب الله يحد من التوغل الاسرائيلي*
يحاول الجيش الاسرائيلي قطع طرق اللوجستية على مقاتلي الحزب وإرهاقهم بالقصف. ولكن مقاتلي الحزب يمنعونه من التوغل براً بإسقاط قتلى وجرحى كثيرين له! فكل توغل بري يواجه بقسوة ما يفرض على الجيش الاسرائيلي الانسحاب من موقعه!
ومع ذلك، فالمعركة غير متكافئة، حتى ولو حاول الحزب وأصدقاؤه اغتيال نتانياهو شخصياً في منزله!
في هذه الاثناء، تقترب الضربة الاسرائيلية على إيران وسط تساؤلات حول الأهداف التي يمكن أن تطالها من أهداف عسكرية “بحتة” أو أيضاً نووية، وبدرجة أقل نفطية! وهي على أي حال ستعمق الجراح وستزيد من احتمال الانزلاق الى حرب إقليمية!
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها