سمير سكاف

الجمعة ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٤ - 10:20

المصدر: صوت لبنان

مال باريس في نار لبنان! وإيجابيات المؤتمر الفرنسي من دون مخارج سياسية أو أمنية! هل يوافق حزب الله على “التقاعد”؟

 

800 مليون دولار من النجاح، بينها 200 مليون للجيش اللبناني! هذا هو ضعف أقصى طموح مؤتمر باريس من أجل لبنان!

مؤتمر ناجح اجتماعياً ولكن من دون أفق سياسي! إذ لا ديبلوماسية جدية في باريس من دون طهران وتل أبيب! ولذلك، عدم التوصل الى خرق أمني، أو سياسي أو حتى مؤسساتي كان متوقعاً وأكيداً!

باريس، التي أثبتت حرصها “التاريخي” على أمن لبنان الأمني والاجتماعي، كانت تدرك أن شق “السيادة” في المؤتمر لا يمكن بلوغه في غياب ممثلين عن الجانبين الإيراني والاسرائيلي. وهما اللذان يملكان مفاتيح الحل والربط الأمنيين في لبنان والمنطقة.

ومع ذلك، فإن مجرد حدوث المؤتمر هو خطوة ديبلوماسية مفيدة لتعويم الملف اللبناني، في محاولة لفصله، غير الممكنة، عن ملفات المنطقة، وبغية التحادث لحل بعض المشكلات المؤسساتية اللبنانية مثل دعم الجيش اللبناني والانتخابات الرئاسية اللبنانية…

ولكن ملف الرئاسة، هو الآخر في يد إيران، التي لا تريد رئيساً “يُفرض” على محورها وعلى حزب الله “ديمقراطياً”! ما يعني أن الانتخابات الرئاسية اللبنانية مؤجلة الى أجل غير منظور!

وفي الخطوات السياسية، يعتقد البعض، عن خطأ، أن مواقف الرئيس نجيب ميقاتي في الالتزام في باريس بتطبيق القرار الأممي 1701 “كاملاً” تأتي نتيجة التنسيق مع الرئيس نبيه بري، الذي ينسق بدوره مع حزب الله!

ولكن في سلسلة التنسيق هذه هناك حلقة واحدة على الأقل، إما مفقودة وإما مكسورة وإما ضبابية؛ وهي ما مدى تفويض حزب الله للرئيس بري؟!

فهل يقبل حزب الله وإيران من خلفه بتطبيق القرار 1701، ولو جزئياً؟! ولو من دون البند الثالث الذي يتحدث عن تنفيذ القرارين 1559 و1680؟!

هل يقبل حزب الله، كحد أدنى، بعدم عودة مقاتليه وسلاحه الى الجنوب… “جدياً”؟ أي هل يقبل حزب الله بإنهاء مهامه العسكرية؟! بالطبع لا!

ما يزال حزب الله ينوي تنفيذ أحلام مؤجلة داخلياً وخارجياً. وهو يراهن على عامل الوقت ليتخطى هذه الفترة “الكابوسية”، التي قد لا يخرج منها حياً أي من قياداته العسكرية في الصفوف الأولى! وهو بعدها يعود الى الجنوب بالمقاتلين والسلاح!

هذه المؤشرات، تُضاف الى مؤشرات مقابلة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الى الإعلام الفرنسي، يتركون شعلة اللهب في المنطقة متأججة حتى اشعار آخر!

رئاسياً، الوحدة الداخلية اللبنانية، وبحسب التركيبة المعروفة، هي حلم خريف عابر! وهي على أهميتها السياسية لا يمكنها أن تعلو فوق صوت المدفع! وأي محاولة تخطي حزب الله في هذا الوضع قد تتحول الى كابوس مؤجل!

وكما في كل مرة، يتساءل اللبنانيون أين ستذهب هذه الأموال التي سيحصل عليها لبنان؟ وكيف ستُصرف؟

ولكن ما هو أكيد وفي غياب أي استثمار في البنى التحتية. فهذه الأموال، وهي حاجة ماسة للبنانيين، مخصصة للاستهلاك في زمن “النار”! وبالتالي، بشكل أو بآخر ستأكلها النيران.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها