play icon pause icon
عباس الحلبي

عباس الحلبي

الأثنين ٢٤ أيار ٢٠٢١ - 13:40

المصدر: صوت لبنان

لبنان يستحق أفضل من هذه الوجوه!

السياسة الخارجية بعد تسوية 1958 قامت على قاعدة الحياد الإيجابي تجاه قضايا العرب ومشاكل الإقليم فكان لبنان مع الإجماع العربي وإن وقع الخلاف فهو مع مصر فضلاً عن الإنفتاح نحو العالم كلّه.

كان الإستقرار سمة المرحلة فسمح للبلد الصغير بأن يحقق الإنجازات على مستوى بناء الدولة والمؤسسات وكذلك على المستويات الإقتصادية والإجتماعية والإنمائية.

إستمرت هذه السياسة على هذا النحو إلى نكسة 1967 وبروز العامل الفلسطيني وتصاعد دوره في توجيه السياسة الداخلية فكان إتفاق القاهرة إيذاناً بتضييع السيادة اللبنانية على أراضيها وإلتباس السياسة الخارجية.

دخل العامل السوري في توجيه السياسة الخارجية على قاعدة إغلاق الحدود لِجَرّ لبنان إلى الإنحياز تدريجياً إلى الفَلَك السوري.

قضت الحرب على آخر معالم السيادة والإستقلال إلى أن جاء إتفاق الطائف فأرسى قواعد السياسة الخارجية المنحازة بالكلية إلى الدور السوري حتى لم يعد هناك سياسة خارجية خارج هذا الدور ولكن سوريا أبقَت على شكليات العلاقة وحرصها أن يبقى لبنان دولة وإن دارت في فلكها.

كل هذه التحولات كانت مفهومة ذلك أنَّ لبنان لم يخرج من النطاق العربي بدليل تعاطف وإحتضان الدول العربية له. فشهد عصر البحبوحة والإزدهار.

لبنان اليوم في جوٍّ آخر بعيد عن نطاقه الطبيعي فهو يدور في فلكٍ آخر غير عالمه الطبيعي.

فبعد نخبة من السياسيين الأكفاء الذين أحسنوا تمثيل مصالح بلدهم وحرصوا على صيانةِ موقفه بين الأمم وجنَّبوه السقطات، إذ بنا اليوم أزاء وزير لَم يكن له وجود أصلاً بدليل إهماله في حركة الموفدين وعندما ظهر في الإعلام إرتكب السقطة التي وإن أودَت به إلاّ أنَّ هذا لا يعفي من مساءلته وملاحقته وقد عكَّرَ العلاقات مع دول صديقة وشقيقة وهو جرم جزائي منصوص عنه في قانون العقوبات.

القصور في الفهم  والعبث في الحكم وعدم قراءة المتغيّرات تشير جميعها إلى ضحالة إدارة الحكم.

يستخدم البعض لغة الإستعلاء الغبي على الآخرين فعلى ماذا يبنون مقولتهم. يكفي أن نعاين حالنا وأن نرى سوانا عندها نعرف مَن يجب أن يستحي ويصمت. 

لبنان يستحق أفضل من هذه الوجوه المقيتة التي لم تأت له إلا بالخراب.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها