المصدر: صوت لبنان
لبكركي الحق في رفع الصوت عند إستشعارِ الأخطار
مشروع البطريرك الراعي يفتَح باباً للحوارات المسدودة للآن أم أنه يفاقم الوضع الحالي بالمزيد من الإنسداد في لهيب الإحتجاجات.
في عُجالةٍ صعب ذكر أهم النقاط التي أوردها وجميعها مهمة لا يمكن التغافل عن أي واحدة منها ذلك أن الصياغة البطريركية كما في كل مرة تأتي مدروسة منسابةً في التعابير فيها الفصاحة في النطق، والعمق في الأسلوب، والاكتناز في المعاني، والوضوح في نقل الأفكار التي تأتي منسجمة مناسِبة بلغة صحيحة ومفهومة.
أبرزها مواجهة الإرهاب وتغيير وجه لبنان ويتلاقى هنا مع قداسة البابا والإنقاذ قبل الزوال ويتلاقى هنا مع وزير الخارجية الفرنسي.
العودة إلى الدستور والطائف والميثاق.
قيام الدولة المدنية ووقف تأثير النزاعات الطائفية
السلاح بِيَدِ الشرعية وقرار الحرب والسلم بِيَدِ الحكومة
والحياد إلا لفلسطين وحقوق الإنسان
المؤتمر الدولي ليس لإستدعاءِ قوى مسلَّحة بَل لِرعاية أممية تُعيد تثبيت الكيان.
تعدَّدَت ردود الفعل من الجماعات السياسية والحزبية والطائفية على مواقفِ البطريرك. بعضهم تعاطَفَ قلباً وقالباً مع نجاحها وتحقيقها. وبعضُهم يحاذر المواقف العلنية وفي قرارةِ نفسه التمَنّي بتحقيقها. وبعضُهم يستعد للحوار حولها خصوصاً وأنها أصابَته مباشرةً أو مداورة وهذا أمر محمود لأن لا بديل عن الحوار وإن لَم نتفاءَل ببلوغه إلى نتيجة لظروفٍ معروفة ومعلومة ومفهومة.
أما الشتامون فإنهم من السفهاء الذين لا يمكن التعويل عليهم والرد بوجههم. هؤلاء لو كان القضاء فاعلاً فإن مصيرهم يكون لديه.
بكركي مرجعية تاريخية ومن موقعي الخاص أقول ان لبكركي الحق في رفع الصوت عند إستشعارِ الأخطار وهي التي رافقت نشوء لبنان الكبير وحسمت موضوع إستقلاله الأول والثاني بمسارٍ بطريركي ابتداء من البطريرك الحويك مروراً بالبطريرك عريضة، ثم البطريرك التاريخي نصر الله صفير إلى البطريرك الراعي الذي يجد نفسه ملزماً بالسعي لإنقاذ البلد وعليه واجبَ التصدي لِمحاولاتِ تضييعه. ولعَلَّ موقفَ البطريرك يشكّل مخرجاً للرئيس المسيحي القوي في حثِّهِ على أخذ المبادرة لفك أسر الشرعية ومنحه فرصة الخروج من عنق الزجاجة وهو في عزلةٍ تامة إلا من بعض المقربين في الوقت الذي لو أعيد إعمال اتفاق الطائف فإن الرئيس يجب أن يكون الحكم وهو الساهر على الدستور الذي أقسم يمين الولاء بالمحافظة عليه وعلى البلد.
إنها فرصةٌ متاحة لإعادة قنوات التواصل وهي ورقة عمل بيد مَن يعنيهم الأمر يستطيعون البناء عليها لوقف التدهور والانهيار والبدء بالانقاذ أو خلاف ذلك للمزيد من الإصطفافات التي لم توصِل البلد إلى أي حل خصوصاً متى أتيح للسفهاء المضي في عملية التخوين والتشكيك .
لا بديل عن الحوار والسعي إلى التسويات فلبنان بلدهما بامتياز وهذا هو مفهوم الرسالة التي إئتمن عليها اللبنانيون وفشلوا للآن بالحفاظ عليها. ومن علامات فشلهم إصدار وثيقة الأخوة الإنسانية بين البابا وإمام الأزهر من أبو ظبي وزيارة البابا إلى العراق بينما لبنان يبقى في منأى عن أية زيارة إلاّ من الدعاء.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها