فرنسوا ضاهر

الأربعاء ١٨ كانون الأول ٢٠٢٤ - 13:43

المصدر: صوت لبنان

في انتخاب رئيس جديد للجمهورية

 

إن الانقلاب الحاصل في الأوضاع السياسية في لبنان وفي المنطقة العربية والذي تمثّل بإسقاط مشروعية سلاح حزب الله وبوجوب نزعه من كل الأراضي اللبنانية وفق إتفاق ٢٠٢٤/١١/٢٧، وبسقوط النظام البعثي الأسدي السوري في ٢٠٢٤/١٢/٨، وبتقهقر النفوذ الإيراني في لبنان، لم يقابله حتى الآن إنقلاب في المقاربات السياسية لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما ولم يؤدي الى إقصاء مرشّحين للرئاسة كانت أسماؤهم تتلاءم مع الوضعية السياسية التي كانت سائدة قبل هذا الانقلاب، كما ولم يقابله أيضاً تبديل في الخطاب السياسي عند غالبية السياسيين.

حتى بات إنتخاب رئيس جديد مصدرَ خشية من أن يُعيد غالبية السياسيين عقارب الساعة الى الوراء وينتخبوا رئيساً جديداً يشكل إنقلاباً على الانقلاب الحاصل، فيُعيدوا البلد الى أحواله السابقة ومعادلاته التي كانت سائدة وسرديّاته المدمّرة التي تمّ إغراقه فيها، فيتعطل الإنقاذ ويتعذّر إخراج البلد إياه أكثر فأكثر في أزماته ومعضلاته.

من هنا، إن كسر طوق هذا الاحتمال يتمثّل بتعطيل إنتخاب رئيس جديد في الجلسة المقرّرة في ٢٠٢٥/١/٩ في حال تبدّى للمعارضة السياديّة الصلبة أنه محسوب على الفريق الممانع او هو من دائرة نفوذه او هو ناتج تسوية محظورة او توافق هشّ او تقاطع هجين او إتلاف قائم على مخالفة المادة ٤٩ من الدستور. وذلك حتى لا تُسقط تلك المعارضة ذاتها من الاعتبارين الوطني والائتماني العام.

لبنان اليوم، هو أمام وضعية سياسية مستجدة تاريخية مفصليّة غير محسوبة وغير مرتقبة وغير متكرّرة وإنقاذية في آن. بحيث لا يمكن إغفال مدلولها ولا نتائجها ولا أبعادها، لغاية إعادة تركيب الكيان اللبناني والنظام السياسي فيه على أسس ثابتة ونهائية وقاطعة لأي تصادم او إفتئات او إخضاع او تسلّط من أي مجموعة او طائفة على أخرى.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها