فرنسوا ضاهر

الثلاثاء ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٤ - 08:39

المصدر: صوت لبنان

في الورقة الأميركية المستحيلة

 

لقد تمّ على مدى عقدين من الزمن إخضاع المجتمع اللبناني عامةً والدولة اللبنانية بكل أركانها الحاكمة الى عملية تدجين وتطويع وترهيب وتخوين وتخويف لا مثيل لها حتى قطع الأنفاس.

بحيث أضحى لبنان بأسره، بفعل حزب الله ومعاونته وتبعيته وعقيدته وتسخير ذاته، في خدمة المشروع الايراني، وأرضه بمن فيها وعليها أرضاً أميرية تابعة للجمهورية الاسلامية الايرانية. وذلك حتى بات وقف الاعمال الحربية على أرض هذا الوطن الجريح رهينة مصالح إيران وغاياتها ونظرتها الإستراتيجية في المنطقة العربية.

وإن من نتائج هذه الوضعية، حيث لا شعب لبنان ولا الدولة اللبنانية لهما القدرة والشجاعة والحمية على التصدي لحزب الله الذي يتولى سير الأعمال الحربية على أرض بلدهم، أن أضحى العدو الاسرائيلي متشدّداً في وضع الشروط التي تمكنه من درء تجدّد تلك الأعمال ضده في أية مرحلة زمنية لاحقة.

من هنا، يكون وقف الأعمال الحربية في لبنان أمراً صعب التحقّق في هذا التوقيت. سيما وأن إيران تريد الحفاظ على ذراعها الاقليمية المتمثّلة بحزب الله، وأن إسرائيل تريد قطع دابر اليد التي ستمتدّ بعد اليوم على أمنها من شمالي حدودها مع لبنان.

وإنه بمعرض الإستراتيجيتين المتقابلتين لبنان الرهينة سيسدّد فاتورة باهظة حتى يصبح بالتمام على صورة غزة أرضاً وشعباً في ظل خنوع حكّامه وتدجين القوى الشعبية الحيّة عند أبناء الطائفة الشيعية في لبنان.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها