المصدر: صوت لبنان
غضب الناس مبرر…
غضب الناس مبرر لأن الطلاق البائن وقع بينهم وبين المسؤولين.
هم طالبوا بالعدالة لأهلِ ضحايا إنفجار المرفأ فوجدوا سداً منيعاً أمامهم يقف حائلاً دون كشف الحقيقة التي لو كشفت ومهما كانت لا بدَّ لها من أن تبلسم جراحهم وتضمِّد أحزانهم وإن لَم تُعِد لهم أحبابهم.
حقهم كشف المسؤوليات وآن الأوان إذا أردنا أن نبني دولةً أن يُسأل المسؤول عن فعله أوعدم فعله، عن إهماله وعن عدم تحمله مسؤولية الأمانة التي أُسنِدَت إليه.
إن لَم تَحسم العدالة ملفاتها فالفوضى إلى مزيد والخراب إلى مزيد. والدولة تسقط والحكام معها فلا مبرر تالياً لإستمرارهم.
الشعب رهينة أهل السلطة ينتظر الحلول وهؤلاء متلهون بمصالحهم لا يأبهون لِصرخات الناس ولا يعيرون أهمية لِمعاناتهم. فهل يُلام الناس على غضبهم وثورتهم ومطالبتهم لهم بالإستقالة والرحيل.
لو أُلقي القبض على قاتل الفتى لَما حدث الثأر وكاد أن يودي بالسلم الأهلي إلى المحرقة.
يُحَمَّل الجيش فوق طاقته وهو في أزمة لولا عناد القيادة والعناصر على تحمّل المسؤولية لِحفظِ السلم الأهلي. هو بين نارين نارِ غضب الناس المبرر ونار إنعدام مسؤولية السلطة، والسلم الأهلي يتراقص بين هذين الحدين.
حزينةٌ مشاهد إحياء ذكرى الفاجعة. هم يبكون ولا مَن يسمع بكاءهم وإن عبَّر بعضٌ منهم عن غضبه وقهره بمقاومةِ قوى الأمن إلا أنهم لم يخرجوا عن الإطار المألوف للتعبير عن الغضب والقهر.
لا بدَّ للخروج مما البلد فيه بخطةِ إنقاذ ووقفِ الحريق والإنتحار بتشكيل حكومة. وقد وعدوهم بها ولكن التخبط يزداد. فالإنجازات الفردية والمصالح الشخصية أقوى من بكاء الناس وعويل الأمهات فإلى متى سيبقى البلد رهينة وبإنتظار ماذا.
يا ليتهم يقولون.
على صعيد آخرحادثة شويا القرية الوديعة في الجنوب عفوية وأهلية بمحلية.
نحتاج إلى قراءة هادئة وليس إلى ردات فِعل همجية مِن هنا ومن هناك تطال البريء الساعي وراء رزقه الحلال أو العائد إلى بيته أو عمله والجامع بينهم الذل والهوان في معيشتهم.
البلد يمرّ بأدق مراحله فليس المطلوب زيادة الإحتقان والتوتر بل إلى التعقل والحكمة، إلى الهدوء والمعالجة خصوصاً وأننا في مناسبة جامعة هي عيد رأس السنة الهجرية أعادها الله تعالى على اللبنانيين بتكريس الوحدة ونبذ الفرقة وطرد الشقاق ووقف النفاق.
كل عام ولبنان بخير.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها