المصدر: صوت لبنان
ستةُ اشهر على انفجار المرفأ…
ستةُ اشهر مضت على انفجار المرفأ ولا نعرفْ للأن مآلِ التحقيقات وهل ان القاضي العدلي مستمرٌ في مهمته او مستنكفٌ عنها. الاهالي المفجوعون بابنائهم وبناتهم ينتظرون جلاءَ الحقيقة وتحقيقَ العدالة والمتضررون ينتظرون المساعدةَ لاعادة ترميم وبناء ما تهدم لهم.
الصرخاتُ تتصاعدٌ متساءلة عن نتائج التحقيق. صحيحٌ ان بعضَ المشتبهِ بهم هم في مراكز التوقيف ولكن يبدو ان الملف اصطدم بالسياسة فتوقف. ذلك انه لامس من كان في المسؤولية السياسية ويدخل ضمن الفئة التي لم تتعود ان تكون موضعَ مساءلة لجرم ترتكبه او مخالفة تقوم بها في معرض توليها للسلطة.
ومنذ ايام احترقت بعضُ احياءَ طرابلس ومؤسساتِها امام اعين الاجهزة الامنية والعسكرية بحيث وُضع وجودُ الدولة في هذه المدينة على المحك. وبقدر ما احيطت احداث طرابلس من تأويلات لتفسير ما جرى وتسريبات حول خلايا متحركة فانه يُنتظر من القضاء جلاءُ الحقيقة ومعرفةُ المرتكبين وملاحقُتهم.
ومنذ يومين سقط لقمان سليم الناشط والباحث وصاحب الرأي الحر اغتيالا على يد الغدر بعد ان خُطف وعُذب في وقت يُثيرُ الريَبة عن هذه الجريمة النكراء في توقيتها ومكان ارتكابها والطريقة التي استعملت في قتله. واننا اذ نتوجه بالتعزية الى عائلته واصدقائه واهل الكلمة الحرة في هذا البلد. نقف ايضا مع المطالبين بجلاء الحقيقية وتحقيق العدالة بواسطة القضاء.
الدولةُ لا تستقر ولا تقوم اساسا كما هو حالنا اليوم والمواطنُ لا يأمن دون قضاء لان القضاء يضمن العدالةَ وجلاء الحقيقة ولا تتحقق العدالةُ الا بواسطة القضاة الذين يشكلون حراسَها الشجعان. فمن حق منكوبي الانفجار معرفةَ كيف ولماذا فقدوا عزيزا او دُمرت ممتلكاتُهم. ومن حق اهل طرابلس الامنين معرفةَ من يستغل الفقر والحرمانَ في التوظيف السياسي. ومن حق عائلة المغدور الذي قُتل ظلماً بسبب رأيه الحر معرفةَ من ارتكب هذه الجريمة التي تُصيبُ معنى لبنان القائمِ على الحريةِ.
هؤلاء جميعُهم ينتظرون قاضياً شجاعاً يُحققُ لهم العدالة ان هو تلكأ فالويلُ كل الويل لقاضي الارض من حكم قاضي السماء.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها