سمير سكاف

الثلاثاء ١٠ كانون الأول ٢٠٢٤ - 12:37

المصدر: صوت لبنان

دبابات اسرائيلية في دمشق؟ تدمير سوريا عسكرياً بالكامل؟ حزام أمني في سوريا؟ قطع طريق الإمداد العسكري الإيراني لحزب الله؟ ما الذي تريده اسرائيل من التوغل البري؟! هل تهاجم اسرائيل حزب الله براً من سوريا عبر البقاع؟!

يسعى الجيش الإسرائيلي الى تحقيق المزيد من أمن اسرائيل في وجه السلطة السورية الجديدة، وفي وجه حزب الله من جانب سوريا!

ولن يكون مفاجئاً مثلاً، ولو كان لا يبدو واقعياً، محاولة دخول اسرائيل الى لبنان عبر بوابة البقاع!

يصعب التصور أن الدبابات الاسرائيلية تريد دخول دمشق! ولكن الأمر يتحول كل لحظة الى احتمال واقعي! ومع ذلك، فالهدف لن يكون البقاء في العاصمة السورية.

يمكن انتظار أن اسرائيل لا تريد أن تبقى في سوريا بعد التوغل، بل ستسعى لتحقيق حزام أمني بعمق قد يصل الى 20 كم أو أكثر، أي قريباً جداً من العاصمة السورية، التي تبعد حوالى 35 الى 40 كم عن هضبة الجولان! جولان سيبقى أكثر فأكثر تحت الاحتلال، ولزمن طويل!

تريد اسرائيل تدمير كل القدرات العسكرية السورية التي يمكن أن تشكل خطراً عليها؛ وبالتالي تدمير أي قدرات للجيش السوري من سلاح الطيران والمدرعات وقواعد الصواريخ ومصانع الأسلحة ومخازنها الى مراكز حزب الله ومراكز الحرس الثوري الإيراني، التي أُخليت فعلياً بشكل شبه كامل…

تريد اسرائيل أيضاً تدمير حزب الله “لوجستياً” بقطع طريق الحرير الإيراني عليه، وبقطع إمكانية تزويده بالأسلحة والصواريخ، التي أياً يكن حجمها في لبنان، فهي ستتقلص حكماً مع الوقت، مما يترك الحزب مكشوفاً أكثر فأكثر في الميدان!

تسعى اسرائيل في سوريا أيضاً الى تضييق كل السبل اللوجستية على حزب الله؛ ومن بينها دخوال الأموال “الكاش” إليه من إيران عند الحاجة، علماً أن حركة أموال الكاش لدى الحزب تتأتى بشكل أساسي من داخل السوق اللبناني، وليس من خارجه.

وقد “تفاجيء” اسرائيل اللبنانيين والعالم بمحاولة دخول لبنان التفافاً من البقاع، حيث تحصينات حزب الله وخطوطه الدفاعية ليست، على الأرجح، في نفس القدرات الجنوبية! ولكن لأي هدف؟! كما يمكن لاسرائيل اسقاط اتفاق وقف النار في البقاع لتدمير قدرات الحزب في البقاع… كل الاحتمالات تبقى مفتوحة!

قد يصعب على الكثيرين اعتقاد أن اسرائيل كانت تدرك أن نظام الأسد سيسقط! أو أنه يمكن أن يسقط بهذه السرعة. فمن المرجح أن التوغل البري في سوريا لم يكن في سلم أولويات الجيش الاسرائيلي خلال السنة الماضية.

وعلى الرغم من ذلك، كان من المتوقع، إرادة اسرائيل قطع الذراع الإيراني في سوريا، من دون إسقاط نظام الأسد، الذي يمكن اعتباره حليفاً موضوعياً “سلبياً”، بمعنى أنه لم يرد مرة واحدة بالنار على النيران الاسرائيلية التي كانت تستهدف أهدافاً مختلفة في الداخل السوري!

ليس هناك قوة رادعة لاسرائيل في سوريا الآن! فالسلطة الجديدة لا تملك قدرات عسكرية تسمح لها باعتراض الجيش الإسرائيلي. ولا حزب الله قادر على “الإسناد”!

أسقطت اسرائيل في سوريا إيران، والرئيس بشار الأسد ونظامه، وحزب الله… وهي وحدها قادرة أن تحدد ما تريد من دون أي إدانة دولية، ومن دون أي تدخل إقليمي، لا إيراني ولا روسي! فالصمت الإيراني مريب! وهو يعكس عجزاً إيرانياً واضحاً سيكون مشجعاً لاسرائيل لإستهداف طهران عما قريب!

وعلى الرغم من كل ذلك، فإن التوغل الاسرائيلي البري في سوريا يستطيع أن يحمل المزيد من “المفاجآت” للسوريين ولحزب الله وللّبنانيين ولكل المراقبين! فكل لحظة تحمل تطورات ميدانية جديدة. ولكن الى أي مدى؟!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها