play icon pause icon
عباس الحلبي

عباس الحلبي

الأثنين ١٩ نيسان ٢٠٢١ - 11:41

المصدر: صوت لبنان

حلنا نتعلم

مرَّت ذكرى 13 نيسان فتناولها العديدون بأقلامهم وأقوالهم من زاوية ما يعيشه البلد اليوم من ظروف أليمة والتي مهما إشتدت تبقى ذكرى الحرب هي المحطة السوداء الأهم في تاريخ لبنان المعاصر.
ذلك أن مسار الوطن تغيَّرَ منذها وعناوين فشل السلطة الحاكمة بدأ يومها وكذلك تلاشي مؤسسات الدولة. إحترب اللبنانيون وانقسموا وتآمر البعض منهم على البعض الآخر وقتلوا على الهوية فحوَّلوا الوطن الصغير من بلاد البخور والعسل إلى بلادِ الخوف والشقاء. فتغيير وجه لبنان بدأ منذ ذاك التاريخ وإقحام لبنان في صراعاتِ المنطقة بدأ منذ ذاك التاريخ، وضرب قواعد وأُسس الدولة بدأ منذ ذاك التاريخ، وتغليب البعض مصلحة الخارج على المصلحة الوطنية بدأ منذ ذاك التاريخ وكذلك إنهيار القطاعات.
جاء إقرار إتفاق الطائف لِينهي الحرب وبدل أن يتم السعي إلى بناء الدولة العصرية التي تحددت في مندرجات الدستور، عَمَدَ بعض أفراد الطبقة السياسية إلى قلبِ صفحة الحرب، ولبسوا لِباس الدولة وأدخلوا جماعاتهم المسلحة إلى الإدارات والأجهزة الأمنية والعسكرية وبعض القضاء فعاثوا بالبلد خراباً مما أدى إلى سقوط الدولة.
رسَمَ البطريرك خريطة طريق للإنقاذ والخروج من الأزمة بالمطالبة بحياد لبنان عن الصراعات وهو الأمر المذكور في إتفاق الطائف ثم طالب بِفَك أسر الشرعية وهي مأسورة عمداً أو طموحاً لتحقيق مصلحة رئاسية خاصة وعقد مؤتمر دولي لفك عزلة لبنان وقد أُقحِمَ فيها فلم يعد يحل موفد عربي أو أجنبي إلاّ ويوجه التأنيب للحكام لعدم سعيهم في إغاثة شعبهم وإنقاذ الوطن.
أليس مدعاة للعار قلّة المسؤولية تجاه معاناة الناس وتركهم في أتون الأزمات والإنهيارات.
أليس ما رأيناه بالأمس من تصرّف أحد القضاة على الشاشات إلا مظهراً من مظاهر تحلل الدولة ومؤسساتها هذا التحلل الذي أصاب القضاء في صميم وجوده وحاجة البلد إليه.
فلا إصلاح إلا بصلاح القضاء.
13 نيسان كانت شرارة جهنم. أفلا يتعظ اللبنانيون من تجاربهم! وهم يخوضون اليوم حرباً في وسائل التواصل وعلى الشاشات.
البلد بيحرز التضحية! فلا نضيعه بحروب مصطنعة وقسم كبير من إبنائه يشتهون لقمة العيش. هذه هي معركة الكرامة وليست معارك السياسيين العبثية.
حلنا نتعلم

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها