play icon pause icon

عباس الحلبي

الأثنين ١٢ تموز ٢٠٢١ - 13:46

المصدر: صوت لبنان

ثمار التحرك الفاتيكاني بدأت تظهر

اليوم اللبناني في الفاتيكان أظهرَ الموقع الفريد للبنان في توجهات وسياسة الفاتيكان، على ما بينا في مقالتنا في جريدة النهار، وتكريس نظرته التاريخية إلى لبنان أنه بلد العيش المشترك وأنَّ دور المسيحيين فيه يقوم على العلاقة المشتركة مع المسلمين والعرب بحيث أنهم يشكلون معهم وحدة حياة ومصير على قاعدة الأخوة الإنسانية.
إنَّ الرسالة التي أودعها قداسة البابا فرنسيس، شفاه الله، في هذا اليوم الطويل ذهَبَت بإتجاهين:
الأول توجيهه النقد الصارم للحكام والمسؤولين في لبنان على تغليبهم المصالح الخاصة والفئوية على المصلحة الوطنية والخير العام. وقد أدارَ هؤلاء الأذن الصماء لهذا الموقف كما العادة في إدارةِ الأذن الصمّاء نفسها للتوبيخ الموجه إليهم مِن قِبَلِ الهيئات والدول الصديقة لا سيما موقف السفيرة الفرنسية الأخير الذي حدَّدَت فيه سبب الإنهيار في لبنان إلى سوء إدارة الحكام وفسادهم خلافاً لدعاوى حزب الله ورئيس حكومة تصريف الأعمال.
الثاني تأكيد البابا فرنسيس على أهمية العيش المشترك الإسلامي المسيحي وعلى إلتصاق المسيحيين بوحدةِ المصير مع محيطهم العربي خلافاً للدعوات التي إزدهرت وأفسح لها المجال واسعاً في الإعلام بمساحات مشبوهة التوقيت كدعوة الإنفصال تحت مبرر الوحدة بالمطالبة بالفدرالية أو إستقلال المسيحيين عن إخوانهم ورسم الخرائط الملونة لفك عرى الوحدة بزعم توثيقها.
ليس صحيحاَ ما يتم ترويجه أنَّ تدخل الفاتيكان هو تمهيد لوضع البلد تحت الوصاية الخارجية وكأن لبنان هو في غير هذا الموقع لا بل هو بالتأكيد يعاني الأزمات المتتالية نتيجة إلحاق البلد بدولة غريبة عن محيطه العربي وهي على حالة عداء معه.
ما يسعى إليه الفاتيكان هو إعادة الإعتبار لفكرة الخير العام في إدارةِ شؤون الحكم. ما هو الغلط في ذلك.
الإستجابة لدعوة الفاتيكان من قِبَلِ المواطنين والمرجعيات الدينية لا سيما الإسلامية منها تساهم في عدم زوال البلد وتغيير وجهه ونسفِ أسس الدولة لا أن يترك فريسة الأطماع والإهمال والعجز والفشل.
لا نمل في إلقاء الضوء على هذا الموقف لأن ثمار التحرك الفاتيكاني بدأت تظهر وعليه الأمل. فلنأمل.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها