المصدر: صوت لبنان
بكركي محطة الأمل
ردةُ الفعلِ العنيفة التي واجَهَ الناسُ بها النواب والرؤساء والمسؤولين بشأن تلقيهم اللقاح وبعضهم من الفئة العمرية التي يستحقونه، تشير إلى مقدار السخط والغضب اللذين يحملاهما تجاه المسؤولين.
فأي هيبة بعد لهؤلاء بعدما جرَت تعريتهم وتوجيه أقسى العبارات إليهم.
ألا يفكّر هؤلاء المسؤولون أنهم بتصرفهم قد فقدوا كل مصداقية وثقة بهم. وهل هم في وارد تعديل تصرفاتهم أم انهم سيبقون على سلوكهم البغيض تجاه شعبهم.
لم يظهر أي منهم حساً بالمسؤولية. فالمشهد واضح ولا ضرورة لتشريحه أكثر إنْ لجهةِ تراكم الأزمات وحالات الإختناق على الصعد المعيشية والصحية والإجتماعية والترهل الذي أصابَ المؤسسات الدستورية ومرافق الدولة وخدماتها أو لجهةِ عدم تعاطي الخارج معهم والقطيعة التي أصابَت لبنان بفضلهم؟
حتى تشكيل الحكومة الذي قد يعطي باب أمل ومدخل للمعالجات فلا يزال البعض مصراً على إغلاقه وتضييعه وقفله حتى تبقى الأوضاع على حالها وهي بالتأكيد تتجه إلى مساراتِ الإنهيار التام.
أما على الصعيد القضائي فقد ظهَّرَ القرار الصادر عن إحدى غرف محكمة التمييز أمراً فريداً بشأن قبول تنحي المحقق العدلي الذي واكبَ التحقيقات على مدى أشهر وتحويل الملف إلى قاضٍ آخر معروف بشجاعته وعلمه إلاّ أنه يحتاج إلى الكثير من الوقت للإطلاع على مسار التحقيق بِما يزيد من الآلام ويفاقم جروح المتضررين المنكوبين المتروكين إلى مصيرهم.
والحجة التي ذكرها القرار هي في تحديد أنَّ أحد سببي التنحية هو تضرر منزل المحقق نتيجة الإنفجار وإستفادته من تعويض على هزاله. هل هذا لا يلقي على القضاة الآخرين مانعاً جديداً للنظر في قضايا أخرى ان هم متضررون كالنزاع بين المودع ومصرفه على إعتبار أن هذا السبب لا شك يصيب القاضي الناظر في الدعوى كونه زبوناً لأحد المصارف وأصابَه ما أصاب المودع.
إننا نشهدُ هذه الأيام أموراً غريبة عجيبة تجري من أمامنا والبلد خالٍ كلياً من أيّ ضابط إيقاع لِوَقفِ المهازل والمآسي بِما يؤدي إلى الإطباقِ على ما تبقـى من مزايا هذا البلد بفعل حكامّه. فمن اعلان الحكومة إفلاس البلد إلى محاولة تدمير القطاع المصرفي إلى ضرب مصداقية مصرف لبنان وحاكمه إلى نسبة الانهيار إلى سياسة هذا الاخير في تأمين الدعم للمواد الاساسية وتجميد سعر صرف الليرة وهي أي الحكومة كبدت الاحتياطات لديه خسائر نتيجة سياسة الدعم الفاشلة التي سهلت مسارب التهريب وتبديد ما تبقى من عملات ولا تزال مستمرة بالرغم من مناشدات وقفها قبل ان تنفذ.
والادهى ان بعض المحتجين يوجهون سهامهم إلى المصارف عوض توجيهها إلى هؤلاء الحكام الفاشلين.
يبقى أن نقول ان الوعي لدى الناس بلغ حدا لم يعد بالامكان بالرغم من سطوة السياسيين ضبطه او تعليبه او الاستفادة منه لمصلحتهم او تجييره لسياساتهم وهذا أمر محمود مبارك.
بكركي محطة الأمل وقبلة اللبنانيين مهما كابَرَ المستكبرون.
الا أصلح الله الحال.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها