play icon pause icon
عباس الحلبي

عباس الحلبي

الأثنين ٢٩ آذار ٢٠٢١ - 15:14

المصدر: صوت لبنان

الله يستر

والآن ماذا بعد؟. أُقفِلَ الأفق في موضوع الحكومة وعرضَ شريكا التأليف كلٌ على طريقتِه مآل الفشل. وصدرت المواقف وعوض أن يكون اللقاء بين الرئيسين بداية الإنفراج إذ بنا بمواجهة الإنفجار. ولكن اللبنانيين غير معنيين بهذا السجال الذي قليله دستوري وجله سياسي ولا يأخذ بالإعتبار الهاوية التي بلغوها. 

ولكن السؤال يبقى ماذا بعد.

غنيّ عن التذكير بالمآسي والمصائب وهي معروفة ورددناها كما تحفل بها كل يوم الصحافة الرصينة وبعض الإعلام على ألسنة الضيوف والمستصرحين والمحللين.

ولكن على المسؤولين إجابتنا ماذا بعد.

هل يؤمَل بحل داخلي للصراع القائم وقد تعطَّلت الآليات الدستورية حتى بات وضع البلد كياناً ودولةً وعيشاً مشتركاً على محك تحدّي البقاء.

على الطاولة مبادرة البطريرك الراعي العالِم بخفايا سوء العلاقة بين العديد من القوى السياسية وخصوصاً بين شريكي التأليف وهو دعا إلى اللجوء إلى المرجعية الدولية عن طريق الدعوة إلى مؤتمر دولي تدعى إليه الدول المعنية بالوضع اللبناني وما أكثرها. وللمعارضين ما معنى إستدعاء السفراء إن لم يكن هناك حاجة إلى مؤتمرٍ دولي.

بالمقابل أفكارٌ أخرى تمَّ التداول بها في طلب المساعدة للخروج من الأزمة من المحور الممانع. البابا فرنسيس حذَّر من أن لبنان في أزمة وهي أزمة وجودية قد تغيّر وجهه الرسالي.

والموقف الدولي العربي والأوروبي يشترط المساعدة لقاء القيام بإصلاحات أصبحت معروفة وإلا لا مساعدة كما لا مساعدة طالما أن لبنان متموضع في محور معادٍ. وهو كذلك.

فكيف يمكن للوطن الصغير وهو مسلوبُ الإرادة تقرير أي المخارج سيسلك. وهل يمكن توفير تسوية بالحد الأدنى والصراع السياسي على هذه الشدة والحدة والقطيعة القائمة مع رئيس الجمهورية مع ما يوجه إليه من مخالفات دستورية.

في هذه الأجواء المتشائمة طلَّ علينا عيد البشارة وهو العيد الوطني المسيحي الإسلامي حول مريم لعلَّه لا يبقى ذكرى يتم إحياؤها ليوم واحد نحتفل به، بل كل يوم عندما يقتنع اللبنانيون بأن بلدهم الرسالة ملتقى العيش المشترك وهم مؤتمنون على تلك الصيغة الإنسانية الراقية فلا يسمحوا العبث بها على مسلخِ المصالح الخاصة والطموحات الجامحة. ولعلَّنا نستمد من أسبوع الآلام بلسماً يضمد معاناة اللبنانيين أملاً بالقيامة والخلاص ونحن في أسبوع القيامة.

الله يستر.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها