المصدر: صوت لبنان
الرئاسة الأولى العالقة في عنق الزجاجة:
الرئاسة الأولى عالقة فعلاً في عنق الزجاجة، لأن اللبنانيين غير متوافقين حول مشروع سياسي موحّد لوطنهم وكيانه وهويته وينازعون في تركيبة نظامه.
ولأن الفريق الممانع، ازاء هذا الواقع، يسعى الى استكمال وضع يده على السدّة الرئاسية الأولى، كما فعل خلال ثلاث ولايات رئاسية سابقة (اميل لحود وميشال سليمان وميشال عون)، وذلك من خلال فرض مرشحه الوزير سليمان فرنجيه لهذا المنصب.
ولأن التيار الوطني الحرّ بشخص رئيسه الوزير جبران باسيل يلهث ويناور، من خلال كل تحركاته ومبادراته وتحالفاته الملتوية، الى أن يكون هو ذلك المرشح دون أي شخص آخر سواه، تفعيلاً لإتفاق مار ميخائيل (٢٠٠٦/٢/٦).
ولأن المعارضة التي فشلت، رغم الأكثرية النيابية المطلقة التي إضطلعت بها خلال ولايتي المجلس النيابي لدورتي ٢٠٠٥ و ٢٠٠٩ التي امتدت حتى ٢.١٨، في إنتاج رئيس يجسّد مشروعها السياسي وتمرّست على التسويات الرئاسية خلال العهود الرئاسية الثلاث الماضية وإثرها على اللاءات والمقاطعات والاستقالات، تجهد اليوم وتكتفي بأن يكون لها يداً وموقعاً ولو خجولاً في شخص الذي سيتمّ انتخابه رئيساً على سبيل التسوية، أيضاً.
غير أن الرئيس الذي سيتمخّض عن تلك الأوجه من التسويات الرئاسية لن يكون بوسعه أن يغيّر شيئاً في مسار حكم المنظومة الحاكمة للبلاد بل سيقتصر دوره على إدارة صراعاتها وخصوماتها ومشاريعها السياسية الذاتية المتضاربة وتوزيع نفوذها على مؤسسات الحكم المركزي واداراته العامة.
حتى يضحى التساؤل حول جدوى انتخابه مشروعاً بل مبرّراً، حتى تنجلي الأوضاع في المنطقة. ويتحدّد مصير الدول الواقعة ضمن دائرة الصراع العسكري الجاري على أراضيها، بل مصير الأنظمة السياسية الوحدوية التي تسوس شعوبها التعددية.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها