play icon pause icon

عباس الحلبي

الثلاثاء ٦ نيسان ٢٠٢١ - 11:48

المصدر: صوت لبنان

أهل السلطة صم بكم عمي

تتعامى السلطة الحاكمة عن أوجاع الناس وعن أنينهم. فالقطاعات جميعها تبدو منكوبة وكلما انقضى الوقت زادت نكبتها. في عرض عن بُعد أبلغ رئيس الجامعة اليسوعية مجموعة كبيرة من قدامى الخريجين في الجامعة عن صعوبةِ الوضع المالي لهذه المؤسسة العريقة التي قاربت المئة والخمسين عاماً على تأسيسها بحيث لَم تشهد في تاريخها مثيلاً للضائقة المالية التي تجتازها.
فمِن جهة يبلغ عدد الطلاب الذين أصبحوا في وضعٍ إقتصادي سيء حوالي الستة والأربعين بالمئة من الطلاب وهم على عسر في أمرهم وعجز عن تسديد الأقساط الجامعية والنسبة على إزدياد بحسب المؤشرات. والأموال الموقوفة في مؤسسة الجامعة التي تعنى بجمع التبرعات لتغطية منح الطلاب محجوزة لدى المصارف التي لا قدرةَ لها على صرفِها. مِن هنا كانت دعوة الأب الرئيس إلى القدامى لِشد أزر الجامعة وإحتضان الطلاب حتى لا يضيع مستقبل الوطن. فالهجرة تزداد وإذا هاجر الشباب يهجر المستقبل الواعد الوطن الصغير.
وهذا حال الجامعة الأميركية أيضا”.
كما عرض المشاكل التي تعاني منها مستشفى أوتيل ديو وليس وقفاً عليها فحالها كما حال سائر المستشفيات التي تدفع نقداً وبالعملة الصعبة لتغطية تجهيزاتها ومصاريفها ولا تحَصِّل حقوقها من الدولة وهي تبلغ مئات المليارات من العملة الوطنية إلا بعد مضي سنوات.
والمطاعم أثارَت مشكلتها المتفاقمة ومن نتائجها صرف الآلاف من العاملين في هذا القطاع الحيوي وإقفال العديد من المؤسسات في غيابِ المعالجات التي توقِف هذا النزف. ولا أزيد عن حال سائر القطاعات.
والمجلس النيابي يقر سلفة المئتي المليون د.أ. التي سيؤمنها المصرف المركزي من الإحتياط الإلزامي العائد أساساً للمصارف وتالياً للمودعين. فبأي حق تمتد الايدي على حقوق هؤلاء. والمصارف عاجزة عن الوصول إلى ودائعها لدى البنك المركزي. وعِوَضَ أن يتوجه غضب الناس إلى مَن يأخذ القرارات العشوائية في تضييع الودائع بالهدر وتغطية الفساد فإن أرقام الدعم المستهلك بحسب الإحصاءات للآن ثمانية مليارات د.أ. دون أن يتحمل أحد المسؤولية لوقف هذا النزيف الذي سيؤدي لا محال إلى الاطباق على آخر دولار متوفر في المصرف المركزي عوض تخصيصه لدفع ودائع صغار المودعين.
كنا لنفهم هذا الدعم لو توجه إلى الفئة المحتاجة بل نرى أن غالبه يذهب عبر الحدود والإخبارات تتوالى والتحقيقات تعرض كل ليلة على الشاشات والعدلية والأجهزة الأمنية تصم الآذان وتعمى عن رؤية الكارثة.
إلى متى سيبقى اللبنانيون رهائن المحادثات الإيرانية الأميركية أو شبق السلطة أو نكد بعض الأقطاب عوض سلوك مسلك التسوية ولبنان بلدها بإمتياز.
ألَم يحن أوان التسوية المطلوبة لإنقاذِ ما يمكن إنقاذه أم أن أهل السلطة صم بكم عمي لا يرون ولا يشعرون. ولكن بعد الحزن والألم هناك القيامة ونحن في إثنين الباعوث.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها