سمير سكاف

الخميس ١ آب ٢٠٢٤ - 11:58

المصدر: صوت لبنان

أسرار فخ نتنياهو لإيران! ولماذا اغتيل اسماعيل هنية فيها تحديداً؟! شدوا الأحزمة لحروب نتنياهو في المنطقة!

يدفع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو إيران الى ردود “عنيفة” “تُشَّرع” له الصراخ الدولي للتحذير من مخاطر “الذئب” الإيراني، و”تُشَّرع” له “توريط” الولايات المتحدة لتشكيل تحالف عسكري يقاتل إيران الى جانب اسرائيل.

فالخطر الأساسي المستقبلي على اسرائيل، بالنسبة لنتانياهو، هو السلاح النووي الإيراني!

نتانياهو يريد الحرب! لأنه لا يملك أي استراتيجية أخرى! ولا يملك أي رؤيا لكيفية انهاء الصراعات التي “ورّط” بها شعبه! وهو يعتقد الآن أن 30 تموز/يوليو طوى إحدى صفحات 7 أكتوبر! وخاصة بعد “نشوته” باغتيال اسماعيل هنية (ومحمد الضيف قبله، إذا ما صح الخبر الذي يسوِّق الاسرائيليون له)!

ويسعى نتانياهو الى جر المنطقة “بالقوة” الى حروب إقليمية، أبرزها ضد إيران، ولكن في مرحلة أولى ضد حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن والميليشيات “الايرانية” في العراق، بعد “الانتهاء” من حماس في غزة!

ولكن نتانياهو يحتاج الى لوجستية أميركية، طلبها في الكونغرس، لفتح جبهات عدة، ولو ليس في الوقت نفسه! لوجستية تسمح له بحسم سريع للحرب، على حد قوله أمام هذا الكونغرس!

القبة الحديدية لا تكفي في مواجهة الرد الإيراني!

لا يمكن لنتانياهو وللجيش الاسرائيلي الاعتماد فقط على القبة الحديدية أمام غزارة الصواريخ والمسيّرات، إذا ما نجحت إيران وحلفاؤها بإطلاق هجمات صاروخية متعددة المصادر؛ أي من لبنان واليمن والعراق وإيران… في الوقت نفسه! وسيتكرر في هذا السيناريو التدخل الأميركي والأوروبي دعماً للأمن الاسرائيلي!

وتبقى احتمالات إطلاق حزب الله للحرب الشاملة ضد اسرائيل محدودة جداً!

وكذلك، لا تبدو إمكانيات إيران تهديدية جدية لاسرائيل!

ولكن ماذا لو قررت إيران ومحورها مهاجمة اسرائيل وسفرائها في الخارج؟! فالخارج هو أيضاً في خيارات نتانياهو لاغتيالات قادة إيران وحماس وحزب الله!

أسباب اغتيال هنية في إيران!

لم يكن نتانياهو يريد اغتيال اسماعيل هنية في قطر، القريبة من الولايات المتحدة والتي تحضن إحدى قواعدها العسكرية، ولا في تركيا التي تعتبر إحدى القواعد الأساسية لحلف الأطلسي (الناتو)!

فاعتبر نتانياهو إيران هي النقطة “الأسهل” والأقل إثارة للمتاعب لاسرائيل، لاغتيال هنية، بين النقاط التي كان هنية يتجول بها! علماً أن كل قادة حماس هم أهداف اغتيال اسرائيلية، في كل مكان، تقريباً!

ما هي أبعاد اغتيال اسماعيل هنية؟!

ألا يعني اغتيال اسماعيل هنية، المفاوض الأساسي لحماس، اغتيالاً لأي تفاوض اسرائيلي مع حماس؟ ألا يعني اغتيالاً لمبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن؟ ألا يعني أيضاً اغتيالاً لوساطة قطر ومصر؟ ألا يعني أيضاً وأيضاً اغتيال نتانياهو “الفعلي” للأسرى الاسرائيليين؟!

أي خيارات لنتانياهو؟

لم يحقق نتانياهو أهدافه في غزة بعد! فهو لم يقضِ على حماس بعد لا عسكرياً ولا سياسياً، ولا استعاد الأسرى، ولا استعاد الأمن ولا استعاد ثقة الرأي العام بالأمن الاسرائيلي وبالجيش الاسرائيلي!

فعلى الرغم من إسقاطه مؤخراً لمئات الضحايا في خان يونس، وبتهجيره مئات الآلاف من أهل القطاع 6 الى 7 مرات حتى الآن، وفي مساحة ضيقة جداً، كلها غير آمنة! ومع تحويله حياة مليون ونصف المليون من الفلسطنيين، الذين بلغوا مستوى من التدهور الانساني والمعيشي المرعب، الى جهنم حقيقي! ومع حوالى 50.000 شهيد و53 فلسطينياً ماتوا في السجون الاسرائيلية منذ 7 أكتوبر بحسب مصادر أممية، وذلك بين أكثر من 9.000 أسير في السجون الاسرائيلية، وحوالى 200.000 جريح وتدمير شبه كامل للغزة..! مع كل ذلك، لا أفق حلول لنتانياهو في غزة!

نتانياهو يحتاج الى دونالد ترامب والى دعمه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة! في حين أن كاميلا هاريس أعلنت، على الأقل، عن رفضها لما تتعرض له غزة وأطفال غزة!

العين بالعين والسن بالسن، والباديء أظلم. ونتانياهو أقنع العالم أن حماس هي الباديء في 7 أكتوبر! وكأن كل ما تعرض ويتعرض له الفلسطينيون منذ العام 1948 وحتى اليوم لم يحصل على الاطلاق!

في حروب نتانياهو المقبلة، يستطيع رئيس الحكومة الاسرائيلية أن يعتمد على القانون الذي تمّ التصويت عليه في الكنيست الاسرائيلي مؤخراً في 18 تموز/يوليو الماضي ضد إنشاء دولة فلسطينية، ما يضرب كل حلول “اليوم التالي” التي تسعى الى حل الدولتين! ما يعني أنه لم يعد هناك من حلول أخرى سوى الحروب في المنطقة… شدوا الأحزمة!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها