play icon pause icon
منى فياض

منى فياض

الأثنين ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢٤ - 09:28

المصدر: صوت لبنان

أرهقتنا أخبار الموت، أخرجونا من هذه الحرب رحمة بمن بقي

نقلت مصادر سياسية لـ”جنوبية” ان محمد رعد يقلل من جدوى المفاوضات، ويعزز التوجه العسكري للطرفين اسرائيل و”الحزب”. لا شك ان الحزب يوقع الخسائر بالجانب الاسرائيلي، لكنها لا تقارن بما يخسره الشيعة المستهدفين، وكل لبنان.
كتب صديق فايسبوكي:
“لقد ارهقتنا اخبار الموت المنتشرة على مساحة الوطن. اخرجونا من هذه الحرب رحمة بمن بقى وليس استسلاماً لمن اعتدى”.
كذلك كان لخروج الشيخ ياسر عودة، بصوته المتعب وانفاسه المتقطعة وملامحه التي تكابد الهموم، معنى كبير. خرج ليخبرهم انه يصلي لجلب الصبر لمن يتحملون الهموم المتراكمة. يدعوهم للجوء الى رحمة الله، والصبر على المآسي التي صارت تفوق مآسي حرب تموز.
يعرف الشيخ ان الكلام يظل خجولاً وقاصراً عن التعبير وتأدية المطلوب؛ إذ يطلب منهم الصبر الذي لا حيلة لهم غيره؟ أو الثبات والعزيمة والاصرار. والى متى؟ وليس لهم سوى الأجر العظيم عند الله تعالى، الذي وحده يرجوه ان يرفع هذه الغمة عن الامة.
فهل من الممكن ان تتحقق امنية الشيخ، بإبعاد اليأس عن هذه النفوس المدماة بألف جرح وجرح؟
لكن تظل الشهادة المؤلمة للصحافية رنا النجار، التي نشرتها في أساس، عندما اكتشفت انها “الآخر”. الآخر اينما توجهت. في بيئتها التي تخرج عن اجماعها وعن هويتها الجماعية، أنها بنت وجودها بحسب معتقدات وطقوس وممارسات مجلوبة من ايران. لكنها “الآخر”  المثير للريبة عند “الجماعة” المقابلة، التي صارت تشك بكل غريب أتى اليها هاربا من جحيم الاسرائيلي، خوفاً من الدمار الموعود به.
امثال رنا، من الخارجين على “القطعان”، غرباء في هذا الوطن، كما في سائر الأوطان، الغربية خصوصاً. لأنهم لا يتعاملون مع اللبنانيين، إلا كحاملين لهويتهم الجماعية.
والسؤال البديهي الذي يطرح: الى متى سيدوم هذا الحال!! ان يظل الخارج عن الطوائف وتعصبها غريبا ومنبوذا؟
حاولت ثورة 17 اكتوبر كسر هذا النموذج، لكنها فشلت في تحقيق نموذج حر وغير خاضع للاملاءات، الذي فرضتها عليهم الحروب والسياسيين الذين توالوا على الحكم منذ نهاية الستينيات، فأخضعوا البلاد للوصايات والاحتلالات، فقط لحفظ رؤوسهم ومصالحهم. ولا نزال محكومون حتى
الأن ممن اوصلونا الى الحضيض الذي نحن فيه.
تغير الخطاب الآن، وصرنا نقول: رزقالله وقت اللي كان أسهل نقل الليطاني الى الحدود من انسحاب حزب الله الى ما بعد الليطاني. يتشاركون، الآن مع من اطلقوا عليهم، “الخونة والعملاء” تطبيق 1701.
هناك مثل يقول: ان تصل متأخراً، خير من ان لا تصل ابداً. لكن هذا المثل لا يأخذ بعين الاعتبار مقولة ماركس الشهيرة في تحول الكمي الى نوعي؟ ويعطي مثل النهر الذي نرمي فيه حجارة، دون ان تتمكن من إيقاف جريانه. لكن تأتي لحظة يتوقف فيها النهر عن الجريان، عندما تتحول فجأة الحجارة الملقاة الى سد منيع!!
ونحن عالقون في هذه المنطقة، التي تتحول فيها حرب المساندة، الى جحيم سيحرق لبنان بأكمله؛ ويكمل تخريب المنطقة. لأننا أطلقنا الوحش من عقاله، عندما أذقناه طعم الدماء!
وهكذا لن نصل ولو متأخرين، لأن الاوان ربما يكون قد فات. فنتنياهو، المعتمد على الدعم الغربي، والدعم الاميركي المطلق، يعتقد في نفسه قوة لا تقهر، باستطاعته محاربة العالم العربي برمته. مع انه لم يصمد في أي حرب دون التدخل الاميركي لمساندته.
اما قوة ايران المزعومة، فلا تزال تجهل لبنان، ولم تتعلم من اندحار جميع المحتلين عنه. من هنا يمكن لمثل قاليباف ان يتبجح  بإملاءاته الوقحة.
ملاحظة اخيرة: افتخر الشيخ بالوحدة الوطنية التي تجلت باستقبال البيئات المتنوعة للمهجرين، قائلاً “سيظل جميلهم على الرؤوس”.

منتقداّ الدولة التي لا رجاء منها في السلم، فهل نرجو منها شيئا في الحرب؟ هي نفسها التي سرقت اموال المودعين (ولا تزال تمارس الاعيبها) فلا توصل المساعدات الى مستحقيها، وبعضهم لم يصله شيء حتى الآن من اطنان المؤونة التي ترسلها الدول العرب مشكورة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها