فرنسوا ضاهر

الأحد ٢٦ كانون الثاني ٢٠٢٥ - 11:53

المصدر: صوت لبنان

في خيارات تأليف حكومة الرئيس المكلّف الدكتور نواف سلام

 

اما “حكومة محاصصة”، بحيث تتمثّل كل الكتل النيابية فيها بقدر أحجامها ويتمّ توزيع الوزارات عليها مع مراعاة التوزيع الطائفي المنصوص عنه دستوراً عملاً بقاعدة الميثاقية. فتكون بالتالي بحكم “حكومة الوفاق الوطني” التي تزاوج بين مشروعين متعارضين، المشروع الوطني السيادي والمشروع الإيراني. حيث يسعى كل منهما الى أن تكون له الغلبة العددية او الأكثرية المقرّرة فيها وأقلّه الثلث المعطّل لانعقاد جلساتها وأن يمسك بوزارات مفصلية تمكّنه من حماية مشروعه السياسي بل تحقيقه.

واما “حكومة فريق عمل” متجانس يعمل على إنفاذ إتفاق ٢٠٢٤/١١/٢٧ بحذافيره وبكل مندرجاته وإقامة الإصلاح الجذري في البلد وتكريس حياده عن الصراعات الاقليمية وربطه بالعالمين العربي والغربي. فيتمّ تشكيلها من وزراء، من كل الطوائف وفق التوزيع الطائفي الدستوري مراعاة لقاعدة الميثاقية دوماً، يؤمنون بهذا المشروع الوطني السيادي، الذي يتطابق مع خطاب قسم رئيس الجمهورية وبيان رئيس الحكومة المكلّف عند تسميته. بحيث تعمل تلك الحكومة حينئذ وفق
آلية عملها التي نصّت عليها المادة ٦٥ دستور.
دونما أي إعتبار لوجود ثلث معطّل فيها او تخصيص وزارات لكتل نيابية وحجبها عن كتل أخرى او توافر أكثرية مقرّرة فيها لمصلحة فريق دون آخر.

وفي المحصّلة، إن الرئيس المكلّف هو امام خيار مبدئي وسهل في آن، هو علّة تسميته لهذا المنصب. بحيث يتعين عليه أن يبادر ويحدث نقلة نوعية في التركيبة الحكومية تتلاءم مع أحكام الدستور ومع مصلحة البلاد العليا، فيضع المجلس النيابي بكل أعضائه على المحك الوطني الفاصل لجهة منحها ثقته او حجبها عنها.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها