المصدر: صوت لبنان
في المعادلة الوطنية الفاصلة
بعد تحرير أرض الجنوب في 25 أيار 2000، عاد حزب الله وبادر منفرداً بإطلاق “الأعمال الحربية” ضد العدو الاسرائيلي في 12 تموز 2006، ومن ثمّ في 8 تشرين أول 2023، بأمر عمليات من الجمهورية الاسلامية الايرانية لاعتبارات لا علاقة للبنان ولا للدولة اللبنانية بها، وهي تخرج عن مصلحة البلاد العليا. الامر الذي تسبّب بتدمير جنوب لبنان وإعادة إحتلال أراضيه على مرحلتين. بحيث إقتضى تدخّل المجتمع الدولي لاستعادتها تباعاً. في مرحلة أولى، بالقرار 1701/2006، ومؤخراً، بإتفاق 27/11/2024.
بحيث أنه امام هذا الواقع، ليس من مجال لأن يحمّل الحزب الدولة اللبنانية كما سائر اللبنانيين تداعيات هاتين الحربين، لأية ناحية، إن مادية او إجتماعية. بل يُسأل هو عن مدى جهوزيته لتسليم “سلاحه الأميري” الى السلطات الشرعية العسكرية، إثباتاً لفضّ إرتباطه العقائدي والشرعي والسياسي والمالي بالجمهورية الاسلامية الايرانية. هذا، إذا كان يريد إعادة بناء الدولة اللبنانية وإستعادة سيادتها على أراضيها وإعمال إتفاقية الهدنة الموقّعة في ما بينها ودولة اسرائيل في 23 آذار 1949.
اما، وفي غير ما تقدّم، نكون أمام حلقة جديدة من الصراع الأمني والوجودي بين دولة إسرائيل والجمهورية الإسلامية الايرانية بواسطة حزب الله، إنطلاقاً من الأراضي اللبنانية دوماً وعلى حسابها وحساب المقيمين عليها. الأمر الذي يستدعي حينئذ “عقد مؤتمر وطني” للتوّ يخلص الى فضّ الشراكة الوطنية وتقسيم لبنان الى دولتين في نظام إتحادي كونفدرالي.
لبنان إذاً هو امام المعادلة التالية:
اما أن يُجرّد نفسه من السلاح الأميري الإيراني فتتحرّر أراضيه وتًطبق اتفاقية الهدنة مع إسرائيل. واما أن تبقى أراضيه محتلةً من ذلك العدو وعرضةً لضربات عسكرية مفتوحة منه، بغطاءٍ أميركي ودولي وعربي.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها