المصدر: صوت لبنان
في إتفاق وقف اطلاق النار:
بذات القدر يُسأل حزب الله كما أركان منظومة الشؤم الحاكمة الذين غطوه، طوال عقدين من الزمن، عن ما حلّ بلبنان واللبنانيين، وعن ما وصلت اليه أوضاعهما، بفعل ممارساتهم وأدائهم وسلوكياتهم ومصطلحاتهم وسردياتهم وشذوذهم وانحرافاتهم، وبفعل حربين وهميتين عبثيتين خاضوها في سنة ٢٠٠٦ وفي سنة ٢٠٢٣، بناء على إمرة الجمهورية الاسلامية الايرانية (البلد الاجنبي) بوجه العدو الاسرائيلي الذي يتربّص بهم كلما تعلّق الأمر بأمنه، فارتضوا وابتلعوا ذيول هاتين الحربين وآثارهما الكارثية على لبنان واللبنانيين، عموماً.
بحيث يأتي إتفاق وقف اطلاق النار الذي أُعلن عنه بالأمس في ٢٦ تشرين الثاني من السنة الجارية ليشكّل إمتحاناً للحزب وللمنظومة التي تغطيه لجهة العبر التي أخذاها من حرب غزة وإمتدادها على هذا الحجم من الدمار الكلّي على لبنان وشعبه.
علماً أن بنود الإتفاق المذكور التي جرّدت حزب الله من سلاحه جنوب الليطاني برعاية دولية زاجرة، بواسطة دولة إسرائيل، لم تتعرّض له في شماله، حتى تكون قد أبقت مصيره في عهدة الداخل اللبناني والدولة اللبنانية والمجتمع الذي يحتضنه.
من هنا، بات يتعين على اللبنانيين السياديّين الأحرار الذين لم يلوّثوا أيديهم بتغطية حزب الله او فضّوا ارتباطهم به وتغطيتهم له أن يبادروا الى التلاقي على الفور وأن يطرحوا الصوت بضرورة عقد مؤتمر وطني في الحال حتى يتمّ التوافق بين المؤتمرين حول مصير الكيان، وكيفية ترتيب ميثاق العيش المشترك فيه بعد اليوم، وحول النظام السياسي الجديد الذي بات يوائم المجتمع التعددي للأمة اللبنانية. وذلك قبل أي تعويم او إعادة تكوين للمؤسسات الدستورية القائمة، بما في ذلك إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
وبذلك يكون اتفاق ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٤ قد أتى أقله بوقف لاطلاق النار لمدة ٦٠ يوماً، حتى يلتقط اللبنانيون أنفاسهم ويستفقدوا المغتربين عنهم ويلملموا جراحهم ويقيّموا مصيرهم ومستقبلهم في ضوء بنوده ويتخذوا جرعة بصيرة مما تسبّب به أطرافه.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها