فرنسوا ضاهر

الجمعة ٦ كانون الأول ٢٠٢٤ - 16:06

المصدر: صوت لبنان

عبثاً

عبثاً إعادة بناء الكيان الموحّد،
عبثاً المثابرة على المغامرة عنوةً وتفرّداً بمستقبل الشعوب المقيمة على رقعة أرض لبنان،
عبثاً المراهنة على فك إرتباط فريق من اللبنانيين بمشروعه الخارجي المنتهك للسيادة الوطنية والموالي لدولة أجنبية شرعاً وعقيدةً وإنتماءً.
عبثاً خوض حروب داخلية او أهلية،
عبثاً تطويع الآخرين قسراً او أن يتقبل الآخرون تطويعهم،
عبثاً تحميل شعوب أعباء وأثمان حروب ناهضوها ولم يقرّروا في وقوعها.
عبثاً التلاقي والتوحّد حول كل المسائل الجوهرية.

إننا امام انفصام تام مزمن ومتزايد الحدّة، بخاصة بفعل الحرب التي أُقحم فيها لبنان منذ ٨ تشرين الثاني من السنة الجارية.

إنه الحين لعقد مؤتمر وطني يعيد النظر بالتركيبة اللبنانية ويطرح نظام سياسي جديد يوائم طبيعتها وذلك قبل أي أمر آخر. لا سيما، إعادة تكوين المؤسسات الدستورية المركزية بدءاً بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.

ذلك أنه اذا كانت الأولوية هي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل الحرب، فإن تلك الأولوية قد تعدّلت بعدها. إذ أضحى عقد المؤتمر الوطني الجامع والفاصل هو الأولوية المطلقة على أي إستحقاق دستوري، مهما بلغت أهميته.

علماً أن لبنان لم يعد يحتمل أي تسوية رئاسية ولا أي رئاسة مُتبعة لفريق هو نفسه مُتبع للخارج، ولا أي رئاسة رمادية خاوية من المضمون.

كما لم يعد يحتمل أي تعديلات دستورية على دستور الطائف او أي ممارسات تعديلية له او مناقضة لأحكامه. كفى تفريغاً وعبثاً بدستور ١٩٢٦ وبثوابت الكيان ومرتكزاته.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها