منى فياض

السبت ٣ آب ٢٠٢٤ - 14:41

المصدر: صوت لبنان

خطاب نصرالله واغتيال فؤاد شكر وهنية

معارضو حزبالله ومنتقدوه ليسوا من البشر
لا شك ان نتنياهو الواقف على اكوام من جثث الأطفال والنساء من المدنيين الفلسطينيين، والذي جعل من عدوانه الابادي مسرحية من الكذب والشعوذة، جاعلاً من نفسه بطلاً أثار اعجاب وتصفيق حوالي ثلثي أعضاء الكونغرس المتواطئين مع إجرامه؛ ليس مستغربا ان يستغل حادثة قتل وجرح عشرات الأطفال واليافعين في مجدل شمس، كي ينفذ انتقامه من حزب الله ولبنان في قلب الضاحية، فيغتال فؤاد شكر؛ ثم يطال ايران في عقر دارها باغتيال إسماعيل هنية كاشفاً مدى انكشافهما الأمني. رهانه استرجاع وفرض صورة الردع والتفوق. رافضاً حرب الاستنزاف.
بات الجميع بانتظار عواقب هذه الخطوات التي دفعت بالأوضاع الى حافة الهاوية. وضع الجميع أمام خيارات صعبة، المفاضلة بين الحرب المفتوحة او الرد بطريقة مدروسة تحفظ ماء وجه الجميع ولا تفتح حرباً لا أحد سيغامر بها نتنياهو.
إدارة بايدن تجتهد لمنع تخطي قواعد الاشتباك الضمنية تضغط، فبايدن يريد تحسين إرثه المدموغ بالصهيونية.
ترقب اللبنانيون بقلق، خطاب نصرالله على الاغتيالات الموجعة. وبالطبع كما كان متوقعاً حسم نصرالله بديهية الرد على مثل هذه الضربة. لكن تعددت قراءات هذا الخطاب، كما تعددت روايات ظروف اغتيال هنية في طهران.
فأكثر ما أثير حوله النقاش كان مستوى الخروقات الأمنية التي تعاني منها بيئة الممانعة، من بيروت الى طهران، ما يسمح بسهولة تنفيذ هذا الكم من الاغتيالات.
ما يهمنا هنا خطاب السيد نصرالله. من الملاحظ انه بالغ بإعلاء شأن قيمة الشرف، انها فوق السيادة والأمن القومي والهيبة. والملفت انه جعل من الشرف أحد القيم “الشرقية” الأساسية، متفادياً التلفظ بأنها احد مكونات الثقافية العربية التقليدية قبل ان يكون “شرقيا”!!
المسألة الثانية، انه مع كل التصعيد الخطابي لم يذكر تل أبيب، على عادته، إذا مست الضاحية. كما فُهم أن الرد سيكون على الأغلب ؤعسكرياً، وليس أمنياً موسعاً. وبالطبع ذكر التنسيق مع محور الممانعة، وجميعنا يعلم ان ذلك يعني حتمية التزامه باستراتيجية طهران، التي تعلن انها لا تريد الحرب وتحفظ خطوطها المفتوحة مع اميركا، ومن هنا إعادة تعيين ظريف.
من التساؤلات التي أثارها الخطاب، هل يحق لنصرالله ان يقرر عن حماس، انها لن تستسلم مهما فعلوا؟ هل هو من عليه تقرير حياة الفلسطينيين وموتهم؟ ونستغرب منه ذلك عندما يعتبر كل لبناني يعارض توجهاته “ليس من البشر”!!
ناهيك عن ان مقرر مصير الفلسطينيين، لجأ عدة مرات الى استشهادات مذهبية فاقعة!! فهل يليق بالسيد نصرالله الذي يزعم ان قتاله دفاعا عن الفلسطينيين ومعهم هذه المذهبية الفاقعة؟! ثم إذا كان الرد الآن سيكون حقيقاً؟ إذاً ماذا كانت حرب المساندة التي تسببت بقطع الأرزاق وتدمير آلاف البيوت الجنوبية؟
وجهت سكاي نيوز سؤالاً للسفير الإيراني السابق مجتبى فردوسي بور، ان يشرح ببساطة “ماذا تريد إيران”؟ أجاب ان ايران تريد ان تساعد فلسطين. وعند سؤاله يعني تريدون انهاء إسرائيل؟ ارتبك وتردد قبل ان يجيب “ليس انهاء إسرائيل، سماحة المرشد قال نريد استفتاء الشعب الفلسطيني اما يكون يهوديا واما يكون مسلما واما مسيحيا، خللي الشعب الفلسطيني تحت اشراف الأمم المتحدة يقرر. استغرب الفلسطيني منير الجاغوب، مدير المركز الوطني للدراسات السياسية، ان الجميع الآن يريد دولة فلسطينية، مع ان محور الممانعة، بزعامة طهران، بذل الغالي والرخيص لتعطيل المشروع السياسي لعام 1993 وله علاقة باتفاقية أوسلو، وحرّضت فصائل مقاتلة لتخريبه، واستحق عرفات التخوين وإعلان استحقاقه للقتل على غرار السادات، بحسب فيديو تحريض نصرالله بلسانه. واعطيت جميع الفرص لنتياهو وغيره لاضعاف السلطة الفلسطينية.
بعد كل هذه التضحيات نعود الى ما خرّب خلال ربع قرن!! فيا له من تحرير ومن دعم للقضية الفلسطينة!!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها