المصدر: صوت لبنان
أي رئيس للجمهورية اللبنانية؟
إما رئيس سيادي ٢٤ قيراط، عقيدته سيادية، تاريخه سيادي، سلوكه سيادي، حيثيات حياته العامة سيادية. وإما لا رئيس، لأن الفراغ يكون أكثر سيادي في مثل هذه الوضعية.
كفانا تسويات وتنازلات وتقاطعات وائتلافات هشّة وملغومة. كفانا انتخابات رئاسية مخالفة للدستور وتفسيحات وتفاسير واجتهادات وأراء تقوم على مخالفة أحكامه. وهي محض هرطقات وعبث بتلك الأحكام.
لقد سقطت الوصايات المتعددة الأوجه والطبقات، لعقود ثلاثة وما يزيد، عن صدر لبنان واللبنانيين. حتى حان لهم أن يتحرّروا من وطأتها وسطوتها ومن تضليلهم بسردياتها الملفقة والزائفة ومن تجاوزاتها
وإرهابها لهم وفتكها بكرامتهم وتعرّضها لسلامتهم وإمساكها بمفاصل حياتهم وتطويعها للعدالة وقهرها لأحكام القانون وللمسلمات الفقهية
وللمبادئ الأساسية.
كما حان الوقت لان يعبّر اللبنانيون عن مكنوناتهم ويخرجوا عن صمتهم ويفكّوا عقدة خوفهم وينتفضوا على رضوخهم وسحق أذهانهم وحضّهم على التخلّي عن فضائلهم وقيمهم التاريخية الموروثة.
من هنا، تكون الانتخابات الرئاسية القادمة مفصلية لأنها ستطبع الحياة العامة وتحدّد مسارها وتنبئ بمستقبلها. بحيث يكون للبنان رئيساً سياديّاً مكتمل الأوصاف بالتجربة، والاّ فلتبقى السدّة الرئاسية الأولى شاغرة حتى تكتمل ظروف تبوئها.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها