play icon pause icon
عباس الحلبي

عباس الحلبي

الأثنين ١٢ نيسان ٢٠٢١ - 12:07

المصدر: صوت لبنان

اللبنانيون رهائن

اللبنانيون رهائن اللحظة السياسية وهي لحظة الفشل في تشكيل فريقٍ حكومي يسعى للإنقاذ دون أن يكون هناك أي ضمانة لنجاحه في وقف الإنهيار والبدء بعملية التعافي.

ويعود المجتمع الدولي ليُظهِرَ إهتماماً بالوضعِ اللبناني لِخشيَته أن يتمادى الإنهيار ويبلغ حالة الفوضى دون أي سعي محلي لتلافي إندلاعها وهي في حدّها الأدنى حالة الفوضى المسلحة في مجتمع متشلع.

عندما حط الرئيس ماكرون في لبنان غداة الإنفجار المروع والمجرم الذي أدى إلى وقوع قتلى وجرحى ودمار وخراب ولا نزال بعد ثمانية أشهر بإنتظار جلاء الحقيقة، أبلغ اللبنانيين بكل واقعية أنه ملزم بالتعاطي مع ممثلي الفئات السياسية المنتخبة لأن لا بدائل جاهزة لمحاورته. فأكسبهم شرعية ولكن بعضهم إستغله وأنهكه وعراه وأفشل مبادرته البسيطة التي كانت قائمة على تأليف حكومة مهمة من الإختصاصيين المستقلين عن الأحزاب السياسية لمدة ستة أشهر وذات مهمة محددة بإجراء التحقيق الجنائي وإعادةِ إعمارِ بيروت ومرفئها ومعالجةِ المشاكل الإقتصادية والإجتماعية وتكريس الحوكمة والعدالة المستقلة دون التطرق إلى أي من القضايا الخلافية كالسلاح والشرعية وموقع لبنان في صراعاتِ المنطقة. فأوهمه البعض بالموافقة ولما غادر بدأ بالعبث بالمبادرة حتى بلغنا الهاوية دون محاسبة. ولعلَّ ما يحكى عن عقوبات قد تشكل رادعاً للممارسات غير الدولتية التي يقوم بها الحكام.

إنكفأت الثورة وضاعَ بعض صنّاعها في متاهاتِ الخلافات وإختبؤوا خلف الأنانيات لمن له الصدارة وسمحوا لِبَعضِ القوى السياسية من إستغلالهم وإستغلالِ تحركهم فعاثوا خراباً بواسطة مخربيهم لِضرب الإستقرار وتخريب بعض المناطق لا سيّما الوسط التجاري والإمعان في تخريب القطاع المصرفي الذي يشارك فيه يا للمفارقة رئيس الجمهورية، فجاءت الخيبة على قدر الأمل بالخلاص لِبِناءِ دولة متحررة من قيود الطائفية والزبائنية والفساد.

الأعياد الدينية تتوالى في هذه الفترة فغداة قيامةِ المخلص يحلّ شهر الخير والصوم والصلاة. ولكن شهر رمضان المبارك يحل هذه السنة والناس في ضيق من أمرهم في السعي إلى لقمة العيش والصراع للحصولِ على سلعةٍ مدعومة.

أما البضائع المدعومة فهي مخفية عنهم ومحمَّلَة على الكميونات لِعبورِ الحدود وعلى الطائرات لِجَني الأرباح الحرام. ولا أحد يجرؤ على وقفِ المهزلة التي ستودي بودائعِ الناس ولقمةِ عيشهم إلى الخراب.

ألَم يحن أوان الإنقاذ وهل فعلاً سيصدق المهتمون من الخارج بأنه سيتحقق على أيدي مَن خرب الوضع وضرب بعرض الحائط حقوق الناس وعطَّل تأليف الحكومة.

وعشية رمضان نسأل الله أن يتقبل خيره وأن يلهم المسؤولين سواء السبيل “وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون” “ولهم سوء الدار”. رمضان كريم    

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها