play icon pause icon
عباس الحلبي

عباس الحلبي

الأثنين ٢٢ آذار ٢٠٢١ - 12:20

المصدر: صوت لبنان

لبنان باقٍ

مناشداتُ الأقطاب لِمَن يعنيهم الأمر بِفَك أسر الحكومة والعمل على تشكيلها لَم تلقَ التجاوب المطلوب للآن بِما يسمح بِفتحِ الأفق المسدود وإلتقاطِ كرة الإنهيار قبل حدوث الإرتطام الكبير الذي لا يحتاج المرء إلى التحليل للقول بأننا بتنا على قاب قوسين أو أدنى منه.
ما هي المصلحة لأي حكومة سوف تتشكَّل في أن تجد الدولة المطلوب إدارتها قد إنهارَت ومَن يلملم آثار الإنهيار ووقف تحرك الناس الذي بدأ البعض يستغلّه للإطاحة بِما تبقّى مِن الأمن على الطرقات والمنازل والمؤسسات.
وهل فعلاً ما جرى هو بسببِ الجوع وغلاءِ الأسعار أم أنَّ هناك أجندات سياسية وميلشيوية مطلوب منها إستغلال الوضع الحالي لتنفيذها والعبث بأمن المجتمع.
ماذا ينفع اللبنانيين من تشكيل حكومة إذا إنحرف المسار ودخلنا حالة الفوضى المسلحة.
كل ذلك يجري وبعض المسؤولين يتصرفون وهم بحالة الإنكار التام والتعامي عما يشاهدوه وكأنهم غير معنيين أو كأنهم غير مسؤولين وهم للمفارقة في سدةِ المسؤولية. فماذا ينتظرون.
فإذا كانوا عاجزين، فليتنحوا عن مسؤولياتهم.
إن ما يجري لا شك يخلق لدى اللبنانيين شعوراً باليأس والقرف.
القرف مِن الممارسات وغياب المسؤولية ومشاهد الفوضى والتشلّع وسيادة اليأس. كيف تحوّل الوطن الجميل الذي كانت تحلو الحياة فيه بأسلوب العيش والبحبوحة وجمال الطبيعة والمناخ وإزدهار المرافق. وكيف استحال ليصبح ساكناً ساكتاً مقفراً كالقبور حزيناً على شحّ الوسائل الأساسية للحياة. وكيف أصبح اللبناني فاقداً الإبتسامة ورغبة العيش وفرح الحياة فهو إما عازم على الهجرة أو أسير القلّة فتتعطَّل أحواله وحياته ومشاريعه أو مسيطراً عليه من الخوف للساعة التي تنقضي على عتمة الليل تائهاً بين الركض وراء تأمين أبسط المستلزمات من بنزين ومازوت وكهرباء ودواء وغذاء وإستشفاء أو البقاء مختبئا” حتى لا تتعرّض كرامته للهتك وماله للسلب وحياته للخطر في كلّ حين.
ما هذه الحياة التي وعِدْنا بها مِن قِبَلِ المتحكمين الذين ما صدقوا إلا بقولٍ واحد ووعدٍ وحيد هو في أخذنا إلى الجحيم. وها إننا قد وصلنا أو على وشك. وهنا من حقنا أن نسأل أين هي النخب التي يعوَّل عليها لإنتاج التسويات. فالتعطيل ليس فقط على صعيد المرجعيات والمؤسسات بل أيضاً على صعيد النخب التي تشكو من عطل العقم في إيجاد المخارج.
ولكن بالرغم من هذا الجو فإننا لا نيأس ولا نسمح لأيّ ظرف في جعلنا خائبين في بلدنا لأن لبنان باقٍ وكذلك الأوادم فيه ومَن تسبب في الإنهيار أو قصَّر في در الخطر إلى الرحيل.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها