المصدر: صوت لبنان
صلاح بو رعد لصوت لبنان: لبنان يعبر من الانهيار الاقتصادي الى الانتعاش وهو بحاجة الى قيامة الضمير
لفت خبير الاتصالات الدكتور صلاح بو رعد ضمن برنامج “نحنا والاقتصاد” عبر صوت لبنان الى ان لبنان بحاجة الى شبكة امانة عادلة وشاملة، اختصرها بـ 6 نقاط وهي:
1-حماية من الفقر والتهميش.
2-التغطية الصحية الشاملة، التي تغطي خصوصًا كبار السن المتروكين من قبل عائلاتهم ومن الدولة، وهنا تبرز أهمية التأمين الصحي.
3-نظام التقاعد وتأمين شيخوخة عادلة، فلا يُعقل ان يترك المسن بلا دواء ولا شراب ولا مأوى، معتبرًا أن هذا الامر يتطلب إصلاحًا للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وإنشاء نظام تقاعد عام يغطي كافة العاملين.
4-دعم التعليم، أي توفير تعليم مجاني أو شبه مجاني في في المدراس الرسمية بمستوى عالٍ، كما دعم الطلاب في الجامعات الرسمية والخاصة من خلال منح دراسية وقروض ميسّرة.
5-تأمين ضد البطالة، أي وضع برامج تأهيل وطنية لخلق فرص العمل.
6-حماية ذوي الاحتياجات الخاصة طبيًا تربويًا وماديًا، وحمايةالنساء والأطفال من العمل.
ورأى بو رعد انه لتحقيق النقاط الآنفة الذكر يجب القيام بما يلي:
-ادارة سياسية واضحة.
-تمويل شفاف ومستدام.
-نظام رقابي ومساءلة لمكافحة الفساد في تنفيذ البرامج.
-التعاون مع المجتمع المدني والمؤسسات الدولية.
وعن دور الجمعيات التي تلعب دورا كبيرا في دعم الأفراد والأسر، أوضح: “أن دور الجمعيات لم يكن كافيًا بل كان ضروريًا وحيويًا، كون الجمعيات خلال الازمة الاقتصادية وأزمة وباء كورونا وتفجير المرفأ، لعبت دورًا غطّت فيه على غياب الدولة من خلال تقديمها “خدمات لكبار السن، ترميم المنازل، تأمين المساعدات الغذائية والدوائية وغيرها، انما دورها لم يكن كافيًا للأسباب التالية:
-الإمكانات محدودة والتي لا تكفي لتمويل الإحتياجات.
-توسّع رقعة الفقر بشكل غير مسبوق.
– تراجع ثقة المانحين في لبنان.
وقال: “لكي يكون دورها فاعلاً يجب تحقيق الخطوات التالية:
-شراكة حقيقية بين الدولة والمجتمع المدني.
– شفافية في توزيع التمويل.
-منصّة وطنية لتنسيق المساعدات.
-تمويل مستدام وليس فقط استجابات طارئة.
ولفت الى انّ لبنان ما زال يعطي القيمة للعائلة التي هي حجر الأساس له، فبالرغم من كل الصعوبات فإن العائلات لجأت الى:
-التكيف مع الواقع المعيشي، كالإستغناء عن الكماليات وحتى أحيانا عن الضروريات، والاعتماد على التحويلات المالية من الخارج.
-التضامن العائلي والمجتمعي.
-الاستثمار في التعليم بالرغم من كل الضغوطات، لذا علينا رفع مستوى التعليم الرسمي.
-الاعتماد على الصلاة والايمان.
ولفت بو رعد الى ان الكثير من العائلات تعتمد على الايمان والصلاة والبعض منها انخرط في المجال المجتمعي لانه شعر بوجع الناس، معتبرًا ان هذا الصمود هش، والقلق دائم على المستقبل.
وأضاف: “في زمن القيامة من واجبنا مساعدة العائلات التي لم تعد قادرة على تربية أولادها، وشراء الدواء والغذاء، وهذا الشيء يخلق معاناة لهم، وما لجوؤهم الى الصلاة والايمان الا شيء ايجابي وهذا ما علمنّا إياه السيد المسيح”.
وعن كيفية العيش بسلام والتفكير بمستقبل البلد، قال: “السلام في لبنان لم يعد مجرد شعار، فلقد أصبح ضرورة وجودية”، موضحًا انّ السلام ليس غياب الحرب بل وجود العدالة والاستقرار، معتبرًا انّ السلام الحقيقي لا يتحقق الاّ من خلال 3 أمور، وهي:
-الاعتراف المتبادل.
-إقامة دولة قانون تحمي الجميع.
-حماية شاملة مع الذات ومع الآخر.
ولفت بو رعد الى انّ السلام يعني كسر دوامة الماضي بدل اعادة تدويرها، وبلا سلام لا اقتصاد ولا دولة يمكن ان تنهض، كما انه شرط أساسي لإصلاح القضاء، والتعليم.
وأردف: “خسرنا الكثير، شبابنا هاجروا، خسرنا فرص تنموية لأجيال، خسرنا الثقة بمكونات المجتمع”.
وشدد على ان علينا التعلّم من تجارب دول أخرى منها ايرلندا البلقان ورواند.
واكد ان السلام ليس ترفًا، بل شرط لحياة كريمة ومستقبل يستحقه اللبنانيون.
ورأى انّ الانسان يجب ان يكون فاعلاً ومؤثرًا، شرط ان يعتمد على المحبة كبوصلة.
وأشار الى أنّ القيامة هي العبور من الموت الى الحياة، ولبنان يعبر من الانهيار الاقتصادي الى الانتعاش، من الفراغ السياسي الى بناء الدولة، من الحزن الجماعي الى رجاء جديد، مشددًا على ان لبنان الى بحاجة الى قيامة الضمير.
وختم حديثه بالتشديد على انّ الفصح والقيامة هما نداء نهوض من الرماد والحقد ومن الموت المعنوي كي يولد وطن جديد.