المصدر: صوت لبنان
في المعادلة الوطنية الذهبية
لقد تطورت استراتيجية إسرائيل لأمنها المستدام، بعد عملية طوفان الأقصى في غزة منذ ٢٠٢٣/١٠/٧ وما استتبعتها من حروب خاضتها بوجه دول المحور الممانع (اليمن، العراق، سوريا، لبنان، الضفة الغربية، وإيران).
بحيث ثبت لها، على وجه اليقين، أن انسحابها من جنوب لبنان في ٢٥ أيار ٢٠٠٠، ومن قطاع غزة في شهر آب ٢٠٠٥، ومن جنوب لبنان مجدّداً بموجب القرار الأممي ١٧٠١ الذي صدر إثر الحرب التي خاضها حزب الله ضدها في شهر تموز ٢٠٠٦، لم توفّروا لها هذا الأمن المستدام الذي كانت تنشده لشعبها ومستوطنيها ولا الضمان لوجودها ولا الديمومة لبقائها.
فإذ بها تنتقل الى إعمال “إستراتيجية توسعيّة” على حساب أرض الدول المحيطة بها والسعي الى زعزعة وحدتها الداخلية تسهيلاً لتلك العملية التوسعيّة. من خلال خلق “حزام أمني” (buffer zone) حول حدودها الحالية يشكّل مدىً جغرافياً يحول دون إجتياحها.
وذلك بدءاً بإفراغ قطاع غزة من ناسه بعد تدميره كاملاً، مروراً بتطهير الضفة الغربية من حماس، وصولاً الى إجتياح جنوب الجمهورية العربية السورية بعد استكمال إحتلال هضبة الجولان، وإنتهاءً بوضع اليد على الجنوب اللبناني بعد تدميره أيضاً وجعله غير قابل للحياة والحؤول دون إعادة إعماره.
بحيث بات يتعين على حزب الله أن يُبادر منفرداً ويُسارع فوراً الى تطبيق إتفاق ٢٠٢٤/١١/٢٧ بحذافيره بالتنسيق مع السلطات الشرعية للدولة اللبنانية، فيرتضي نزع سلاحه الأميري من مجمل الأراضي اللبنانية وفضّ ارتباطه العضوي بالجمهورية الاسلامية الايرانية والانخراط في مشروع الدولة.
وذلك حتى يقطع الطريق على إستراتيجية العدو الاسرائيلي القاضية بالإمساك بأرض الجنوب التي إحتلّها ويسخّرها لمقتضيات أمنه، لأمد غير منظور. فيوفّر عندئذ الأرضية لإسقاط الوصاية العسكرية التي يفرضها ذلك العدو على لبنان أرضاً وبحراً وجوّاً، بغطاءٍ أميركي ودولي غربي وعربي.
حتى باتت المعادلة الوطنية الذهبية تتمحور حول التالي :
إما تطبيق إتفاق ٢٠٢٤/١١/٢٧، فيتحرّر جنوب لبنان ويتمّ الترخيص بإعادة إعماره. وإما عدم نزع سلاح حزب الله من مجمل الاراضي اللبنانية، فيتمّ الإبقاء على الوصاية العسكرية المفتوحة عليها، الى أجل غير مسمّى. ما يفتح الباب عريضاً لتقسيم لبنان إلحاقاً بتقسيم سوريا.
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها