فرنسوا ضاهر

الأثنين ٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤ - 09:15

المصدر: صوت لبنان

في عجز المنظومة الحاكمة

ما زال أهل المنظومة الحاكمة على إختلاف مواقعهم ولفيف الناطقين بإسمهم والمتكلمين من حرم دائرتهم ينطقون ويحللون ويقترحون معالجة الأوضاع المستجدة على لبنان بذات المفردات والمفاهيم والمصطلحات والأكاذيب والأساليب، وكأن بلادهم غير محتلة من الجمهورية الاسلامية الايرانية، وكأن سيادة أراضيها مصانة، وكأن الحرب الدائرة فيها هي مناوشات حدودية او خروقات مضبوطة للقرار ١٧٠١، كالتي لازمته منذ إقراره سنة ٢٠٠٦ وحتى ٨ تشرين أول سنة ٢٠٢٣.

في حين، أن الواقع الحربي الذي إستجرّه فريق، هو حزب الله، على بلده، قد هزّ مرتكزات الكيان اللبناني برمته، وفسّخ ميثاق العيش المشترك بين ابناء الأمة، ووضع لبنان بأسره بكل مقوماته وموجوداته وأصوله في عين عاصفة الصدام الإقليمي بل الدولي بين العالم الحرّ والجناح الممانع منه، فجعل من أرض الجمهورية اللبنانية منطلقاً عسكريّاً لهذا الصدام ومستقراً لنتائجه وذيوله وآثاره.

حتى يصحّ القول أن أهل المنظومة ولفيفها من المستصرحين يتكلمون وينظّرون بلغة ومفاهيم ومصطلحات هي ليست لغة الواقع ولا لغة الحرب الدائرة على أراضي هذه الجمهورية، بخاصة وأنهم لا يملكون الجرأة على مقاربة المعطيات والتعقيدات الهائلة التي ولّدتها. ما يفيد بعجزهم عن معالجة أوضاع بلدهم وعدم إئتمانهم من المحافل الدولية على أنهم مؤهلون وقادرون على تولّي تلك المعالجة، من شدّة ما تماهوا وتنازلوا وساوموا وسهّلوا لحزب الله والجمهورية الاسلامية الايرانية من ورائه مقتضيات ومستلزمات مشروعها الإقليمي، الأمر الذي سيؤدي الى إخضاع لبنان الى الوصاية الأممية ويطلق يد العدو الاسرائيلي في فرض وصايته العسكرية عليه، بحجة ضمان أمنه المستدام على حدوده الشمالية مع لبنان والتمكن من إعادة مستوطنيه اليها.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها