فرنسوا ضاهر

السبت ٢ تشرين الثاني ٢٠٢٤ - 09:44

المصدر: صوت لبنان

دقّت ساعة الحقيقة

 

ما دام ثابت أن فريقاً راجحاً من اللبنانيين يوالي الجمهورية الاسلامية الايرانية عقيدة ومشروعاً، ويرتضي قيادتها السياسية والعسكرية له على أجزاء واسعة من الأراضي اللبنانية، وأن سلاح هذا الفريق هو بأمرتها وغير خاضع للسلطات الدستورية في البلاد، وهو يرفض تسليمه اليها ودمجه في قواها المسلحة الشرعية، ويقيم مناطق في لبنان خاضعة لسطوته ونفوذه، ويخضع لتحالف وحدة الساحات العربية المناوئة للعدو الاسرائيلي والتي ترمي الى إزالته وإسقاط كيانه ومحوه عن الخارطة الكونية.

وأن فريقاً آخر من اللبنانيين يعتنق عقيدةً وسياسة مناهضة لتلك التي يعتنقها الفريق الموالي للجمهورية الاسلامية الايرانية، وهو يجنح الى تحييد بلده عن الصراعات الطائفية والاقليمية الجارية في المنطقة العربية، ويعتبر أن أرض بلاده قد تحرّرت في ٢٥ أيار سنة ٢٠٠٠، ولم يعد من مجال لتسخير سيادتها مجدّداً في حروب الآخرين او في حروب فئوية تدميرية عبثيّة، كما حصل في تموز ٢٠٠٦ ويحصل حالياً منذ ٨ تشرين أول ٢٠٢٣.

لذا نكون امام معادلة باتت تقضي على الفريقين المتقابلين فضّ شراكتهم الوطنية وميثاق العيش المشترك المعقود في ما بينهما، في ظل عدم أحقية أي فريق في إخضاع الفريق الآخر عنوة وقسراً لمشروعه، والذهاب للتوّ الى البحث في نظام سياسي جديد يراعي هذه الوضعية الانشطارية عموديّاً بين أبناء الامة الواحدة، تلافياً لأي صدام او حرب أهلية لا يستسيغها أحد ولن تثمر إخضاعاً من فريق لآخر، مهما إشتدت عنفاً وطال أمدها. بدليل تلك التي عاشها اللبنانيون ما بين سنة ١٩٧٥ و ١٩٩٠ وإنتهت بتسوية، لا غالب ولا مغلوب، في مدينة الطائف.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها