المصدر: صوت لبنان
اسرائيل تغتال إيران وحزب الله! فما الذي سيقوم به العالم اليوم؟ كفة توازن الرعب تميل لصالح اسرائيل! وإيران وحزب الله تائهان بين قواعد الاشتباك وضبط النفس وأحلام الهدهد وأوهام فيلق القدس!
عجز إيران وسقوطها في الضربة القاضية في مواجهة ضرب اسرائيل لها في قلب طهران! فهل تمّ اغتيال إيران وحزب الله باغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر؟!
مشهد يفتح الباب أمام اسرائيل لتعميق الجراح الإيرانية، وجراح حزب الله من خلفها، ولقطع أو شل أذرعها، ولاستمرار موجة الاغتيالات التي تنفذها اسرائيل بمساعدة دقيقة من عملائها، الذين نجح الموساد بزرعهم، باختراقه للأجهزة الاستخبارية الإيرانية وأجهزة حزب الله، بالإضافة الى تفوقه التكنولوجي، كما في الأمن السيبيراني!
ولا تبدو حالة الخوف والرعب في القيادة العسكرية الاسرائيلية من حرب إقليمية أو من رد أو استهداف إيران أو حزب الله لها بعد اغتيال قائد حماس اسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية وقلب حزب الله!
طعنات قاتلة وجهتها اسرائيل لإيران ولحزب الله من خلفه أسقطت “أوهام” توازن الرعب والتهديدات “الاعلامية” بتدمير اسرائيل ورميها في البحر ودخول الجليل، أو حتى قصف “ما بعد بعد حيفا” أو تحقيق أحلام الهدهد!
اسرائيل تقتل القادة، وإيران وحزب الله “يدرسون”! البعض يستنكر والبعض يهدد فيما تبدو الردود واهية، كالعادة، كالرد على اغتيال القائد قاسم سليماني ضد قاعدة عين الأسد “الفارغة”، أو كالرد على قصف قنصلية إيران في دمشق والتي سقط فيها 16 ضحية، برد لم يجرح سوى طفلة صغيرة!
ولا تبدو الأذرع الإيرانية ميدانياً قادرة على أكثر من استعراضات عسكرية لا تؤثر حتى في قطع الكهرباء عن الشارع الاسرائيلي!
وحده 7 أكتوبر كان علامة فارقة في المواجهة مع اسرائيل! ونجح بتوجيه لكمة هائلة للأمن الاسرائيلي! ولكن من دون أن يلحقه أي شيء يحقق لحماس أو لغزة أو للمحور الإيراني الحفاظ على تفوقه الميداني!
اسرائيل، نجحت، بعد أسبوع من فقدان الوعي في 7 أكتوبر، بالعودة بمساعدة دولية، أميركية وأوروبية، عسكرية ومالية وديبلوماسية، نجحت بالعودة الى الحلبة وبتوجيه لكمات ساحقة لغزة والضاحية الجنوبية وطهران بجولات ميدانية قاتلة! وهي نجحت بالاستمرار بالمجازر في رفح وخان يونس… مع صمت دولي أو رفض غير مؤثر أو دعم مبرر!
أين العالم من الحرب الإقليمية؟!
روسيا منشغلة في حربها مع أوكرانيا، والصين بعيدة عن ساحة الصراع، والاتحاد الأوروبي في الكوما، ومجلس الأمن مقفل حتى إشعار آخر، ونتانياهو ينفذ ما يشاء، بعد حصوله من جولته الأميركية وخطابه في الكونغرس، على “صندوق من الأضوية الخضراء” من إدارة جو بايدن (قبل عملية مجدل شمس) وبينها صندوق مماثل، مؤجل الدفع، من الرئيس دونالد ترامب، في حال إعادة انتخابه!
قد لا تذهب المنطقة الى حرب إقليمية بسبب عجز إيران عن خوضها، أو بسبب عدم قدرة إسرائيل على فتح عدة جبهات في الوقت نفسه! كما أن اسرائيل التي أظهرت عن قدرة تكيف مع الاستمرار في الحرب الاستنزافية، قد لا تستعجل إطلاق حرب إقليمية، مع إدراكها أنها نجحت باغتيال إيران، معنوياً على الأقل!
المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها