فرنسوا ضاهر

الخميس ٣٠ أيار ٢٠٢٤ - 08:00

المصدر: صوت لبنان

في الصندوق الأسود للبنان

 

عندما لم تتمكن ثلاثة عقود رئاسية ممانعة من إميل لحود الى ميشال عون ضمناً من حمل حزب الله على إبرام إستراتيجية دفاعية يوقعها مع السلطات اللبنانية.

وعندما يكون سلاح حزب الله سلاحا أميرياً تابعاً وخاضعاً لأمرة الجمهورية الاسلامية في إيران.

وعندما ينخرط هذا الحزب على حساب السيادة الوطنية في حرب إقليمية وفي مواجهة مباشرة مع العدو الاسرائيلي ضمن القوى الممانعة بوجه القوى الغربية والعربية.

وعندما يتمكن بالممارسة، من خلال إتفاق الدوحة والعهد الرئاسي الأخير، من إسقاط النظام السياسي في لبنان وتحويله من ديمقراطي الى إتحادي طوائفي مقيّد بحق الفيتو من أي من مكوّناته.

وعندما يحوز على تغطية، على كل أفعاله وممارساته وسياساته في لبنان، من غالبية الطبقة الحاكمة منذ ما يزيد على عقدين من الزمن.

وعندما تفوّضه تلك الطبقة بإسقاط ثورة ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩، وقد قام بذلك.

وعندما يتجدّد تكوين تلك الطبقة أيضاً، بفعل القانون الانتخابي الحالي الذي فصّلته على قياسها.

وعندما أوصلت الطبقة ذاتها لبنان الى أوضاعه على كافة الصعد والمستويات، وهي عاجزة عن إصلاحها. لان إصلاحها ينقض وجودها وديمومتها ويقلّص زبائنيتها.

وعندما لا تستطيع تلك الطبقة مواجهة النظام السوري ولا مخاصمته بل هي تستجدي رضاه وتغطيته لغرض أهدافها السلطوية ووصوليتها. فتكون بالتالي عاجزة عن معالجة مسألة النزوح السوري في لبنان وعن تحجيمه حتى إزالته، مهما قيل في الموضوع وإتُخذ من قرارات رسمية بشأنه.

لذا، يكون لبنان امام الصندوق الاسود الذي يهدّد واقعاً مصيره وكيانه وتكوينه ويشرّد أبناءه ويحوّل الذين يبقون مقيمين على أراضيه الى ذميين وخانعين وممسوكين. الاّ اذا إنتفضوا على ذواتهم وحكامهم لإعادة النظر بالتركيبة السياسية للدولة اللبنانية.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها