المصدر: صوت لبنان
عبد القادر لـ “مانشيت المساء”: التفاهم البحري جنبنا حرباً لا يريدها أحد رغم أنها واردة عند أي خطأ على قاعدة “لو كنت أعلم”
راى العميد المتقاعد نزار عبد القادر ان علينا ان نكون على قناعة بان نحتسب ان الوضع في لبنان بعد التفاهم على الترسيم البحري هو غير ما قبله، وهو افضل بكثير بكل المعايير. وان على من ينظر الى العملية التي شهدنا نهايتها اليوم الخميس من خلال قراءة خاطئة ان يعيد حساباته، ويكفي ان نعتقد انه ولو حصل اي خطأ او “دعسة ناقصة” من اي جهة أتت لانفجر الوضع ودمر ما تبقى من لبنان ومن اقتصاده وسيغادر النصف المتبقي من أبناء البلد. فالذين سيحلون محلهم من النازحين موجودين وجاهزين.
كان العميد عبد القادر يتحدث اثناء مشاركته في برنامج “مانشيت المساء” من “صوت لبنان” وقال: نحن لسنا من دعاة التطبيع وان ما حصل لا ينظر اليه من هذه الزاوية على الرغم من أن معظم الدول العربية طبَعت مع اسرائيل وقد سبقها كثر بانشاء المكاتب التمثيلية لها و”اتفاقات ابراهام” الأخيرة هي خير دليل على ما نقول.
ولفت عبد القادر الى ان ما حصل الخميس لخصه رئيس الجمهورية بقوله “إنه عمل تقني ليست له أي ابعاد سياسية او مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول”. وعليه فقد وقع رئيس الجمهورية رسالة تحمل موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأميركية التي انتهت اليها نتائج المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية. كما وقع وزير الخارجية كتابا الى الامم المتحدة لابلاغها بالإحداثيات الحدودية ضمانا للاعتراف الاممي بها واعتبارها حدودا نهائية باعتراف الطرفين.
وأضاف: لقد تأخرنا اكثر من 12 وربما 14 سنة وأكثر قبل ان نضمن التنقيب عن ثروتنا البحرية نتيجة هذا الإتفاق، وعند ظهور بوادر الثروة من حقل قانا او غيره من البلوكات سيكون المجتمع الدولي الى جانبنا وسنرى الاستثمارات تتدفق إلى البلد. وهو أمر ابعد شبح الحرب عنا، بعض الحروب تبدأ عن غير قصد وقد تكون نتيجة خطأ ما، وما علينا ان نتذكر دائما العبارة الشهيرة للامين العام لح-ز-ب ا-ل-ل-ه السيد حسن نصرالله عندما قال بعد حرب تموز “لو كنت اعلم”، وهي كانت عبارة صادقة دلت الى ما حصل والنتائج التي ترتبت عليه. وما نستطيع قوله ان اسرائيل ايضا ورغم قوتها وما تمتلكه من أسلحة دمار وتدمير كانت تخشى وما زالت أن تنزلق الى الحرب.
ولذلك قال العميد عبد القادر، وبعد تأكيدنا على اهمية الضمانات الاميركية التي تفوق باهميتها مختلف اشكالها الاخرى دولية كانت ام اممية، وزاد من اهميتها ان عملية الترسيم البحري ضمنت درء المخاطر، وهو أمر يدعونا الى فهم اهمية الخط الازرق الذي ابعد الحرب عن لبنان ولو انه ليس هو “حدودنا الدولية”، ولكن يمكن القول ان المفاوضات مستمرة لإنجاز ما تبقى من عملية الترسيم البري لاستعادة كل شبر من ارضنا حسب الحدود المعترف بها.
وعن مستقبل المفاوضات لترسيم الحدود الشمالية للبنان مع سوريا لفت العميد عبد القادر الى صعوبة المهمة، الى درجة انه لا أمل بالمفاوضات معها في وقت قريب. ونصح المفاوضين مع الجانب السوري بالعودة الى تجربة الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان الذي اتفق مع الرئيس السوري بشار الاسد من اجل البدء بترسيم الحدود البرية مقترحا البدء بـ “مزارع شبعا” جاءنا الجواب في اول اجتماع للجنة المشتركة بان نبدأ من النهر الكبير الجنوبي في شمال لبنان. ومنذ ذلك الحين بقي الإجتماع يتيما ولم تجتمع اللجنة المشتركة مرة ثانية منذ ذلك التاريخ، فلبنان بالنسبة إليهم هو الشاطىء السوري.
وردا على سؤال يتصل بأزمة الطاقة العالمية وتداعيتها وكيفية مواجهتها، قال العميد عبد القادر مما لا شك فيه ان هناك حربا عالمية يختصرها الصراع حول خطوط الغاز الكبرى التي تنقل مليارات الأمتار المكعبة التي تزود اوروبا ودول أخرى وخصوصا في هذه المرحلة التي فرضت فيها العقوبات المشددة على الغاز الروسي ووقف تصديره. وهي خطوط تنطلق من مصادر الطاقة سواء من دول الاتحاد السوفياتي سابقا ككازخستان وأذربيجان وجيرانهم باتجاه تركيا او الخط الخماسي العربي من مصر الى الاردن – سوريا ولبنان حتى الحدود التركية والخط البحري المصري – الاسرائيلي – القبرصي – اليوناني الذي لم يكتمل بناؤه بعد لنقل إنتاج هذه الدول من الغاز والنفط الى تلك الدول.
وعبر العميد عبد القادر عن ارتياحه لدخول قطر الى الكونسورتيوم الثلاثي الى جانب الشركتين الفرنسية والايطالية الذي سيعمل على استكشاف واستخراج الغاز من منطقتنا البحرية لأنها تشكل بخبرتها وقدراتها المالية والنفطية، ضمانا لحصة لبنان وحماية مصالحه وإن مشاركتها تساوي اهمية الضمانات الاميركية ورعايتها لهذا التفاهم.